الدوحة في 15 أغسطس /قنا/ أعلنت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، عن أربعة محاور أساسية لتطوير المنظومة التعليمية بدولة قطر خلال الأعوام الثمانية القادمة، تحقيقا لرؤية قطر 2030. كما أعلنت سعادتها انطلاقا من المحاور الأربعة، أربع مبادرات للعام الأكاديمي الجديد 2022 / 2023.
وقالت سعادة الوزير في الكلمة التي ألقتها اليوم في اللقاء التربوي الأول الذي نظمته الوزارة تحت شعار "شعلة التعلم"، إن المحور الأول من هذه المنظومة التي تحيا بشعلة التعلم التي لا تنطفئ، هو محور الطلبة "حيث نطمح أن يكون طلبتنا طلبة علم مدى الحياة، متسلحين بالمعرفة، ومتسمين بالمرونة والشغف والفضول والإبداع، عبر تعزيز إنجازاتهم وضمان استمراريتها، وإكسابهم مهارات القرن الحادي والعشرين، وغرس قيم الهوية القطرية في نفوسهم، وتنميتها وتعزيزها".
وأوضحت سعادتها أن المحور الثاني هو محور المعلمين "وفيه نطمح أن يمثل المعلمون القدوة التي تمد الطلاب بالإلهام والتحفيز ليطوروا ذواتهم ويسعوا لتحقيق التميز، وذلك عبر استهداف واستقطاب المعلمين وقادة المدارس القطريين المميزين، وتدريبهم وتطويرهم، واستقطاب أصحاب الكفاءات الدولية، وتزويدهم بخيارات متنوعة للتطوير المهني، إيمانا منا بالدور الرائد للمعلم في العملية التعليمية والتربوية".
أما المحور الثالث فهو محور المدارس "وفيه نطمح أن تصبح مدارسنا منارات للعلم، آمنة ومتقدمة وبيئات ثرية وجاذبة، وذلك عبر تطوير خدمات التعليم المبكر ورفع معدلات الالتحاق به، وبناء تجربة تعليمية شاملة، تهدف إلى تحسين جودة حياة الطلبة المدرسية، وتصميم مسارات متكاملة ومرنة، للتعليم العام والفني لذوي الإعاقة، وتوفير الدعم لكل مدرسة حسب احتياجاتها ومتطلباتها".
وقالت سعادتها إن المحور الرابع يركز على الوزارة "وفيه نطمح أن تتحول إلى مركز يصنع وينمي الابتكارات والقدرات، وذلك عبر تنمية القدرات المؤسسية، مع ضمان أعلى مستوى من الشفافية والمساءلة، وبناء الشراكات مع الأسر، والقطاعين العام والخاص، تحقيقا للكفاءة والمساواة والشمول والنمو والابتكار في النظام التعليمي، وإنشاء إطار لضمان الجودة، يتسم بالدقة والشفافية من خلال معايير وآليات مراقبة موحدة".
أما المبادرة الأولى فهي مبادرة (بداية موفقة)، وقالت سعادتها إنه برنامج لتدريب وإرشاد المعلمين الجدد من خلال تجربة مطورة في التدريب والتطوير المهني، تتضمن أيضا، إطلاق حزمة تدريب المعلمين وقادة المدارس، بالتعاون مع بيوت خبرة، وشركاء محليين ودوليين لتقديم تدريب عالي الجودة للمعلمين ومديري المدارس.
ونوهت بأن المبادرة الثانية (مدرستي مجتمعي) هي مبادرة متعددة المحاور، تركز على كافة أبعاد جودة حياة الطالب، وبناء شخصيته المتكاملة، أما الثالثة وهي مبادرة (نحو التميز) فسيتم تنفيذها عبر تصميم مسارات تطويرية مختلفة للمدارس الحكومية، تتضمن برامج وإجراءات تحسين أداء، تتوافق مع احتياجات كل مدرسة على حدة، في حين تهدف المبادرة الرابعة (قادة التغيير المدرسي) إلى تطوير آليات دعم ومتابعة أداء المدارس، وفق أفضل ممارسات الشراكة الفاعلة ما بين الوزارة والميدان التربوي وبناء القدرات البشرية والمؤسسية، لدعم جهود التحول الإيجابي في المدارس.
وقالت سعادة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي إن هذه المبادرات قد صممت بقيادة خبراء ومختصين في الوزارة، وبمشاركة ممثلين من الميدان، من معلمين ومديري مدارس وطلبة، معربة عن ثقتها وتطلعها بتعاون الجميع ومشاركتهم الفاعلة لإنجاح هذه البرامج من أجل تطوير أداء المنظومة التعليمية في قطر، وفي تحقيق الكثير من الإنجازات في العام الأكاديمي الجديد.
كما هنأت الجميع بانطلاقة العام الأكاديمي الجديد، بعد اكتمال الاستعدادات والتحضيرات اللازمة، لافتة إلى أن منظومة التعليم الوطني، قد مرت خلال العشرين عاما الماضية، بمتغيرات أضافت لها وأثرت تجربتها، وما كان ذلك ليكون، لولا الدعم السخي من الدولة لقطاع التعليم، الذي استحوذ هذا العام على نحو 17.8 مليار ريال، أي ما يمثل نسبة 9 بالمئة من الموازنة العامة للدولة، وقالت إن هذا المبلغ يستثمر في خدمة أكثر من 350 ألف طالب وطالبة، موزعين على ما يزيد عن خمسمائة مدرسة حكومية وخاصة، إضافة إلى طلبة التعليم العالي، سواء المبتعثون إلى الخارج، أو في مؤسسات التعليم العالي في الداخل، وعددها أربع وثلاثون مؤسسة وجامعة، تقدم ثلاثمائة وثمانية وسبعين برنامجا أكاديميا في شتى المسارات التعليمية المتخصصة، وأكثر من ثلاثة وثلاثين مركزا بحثيا وعلميا ومؤسسة، تتنوع مجالاتها، على البيئة، والطاقة، والطب، وريادة الأعمال، والحوسبة، والدراسات الاجتماعية والإنسانية والتربوية، والابتكارات التكنولوجية، والتنمية المستدامة، وهي المجالات التي قالت إنها تخدم الاقتصاد المعرفي، وتوجهات الدولة التنموية في الحاضر والمستقبل.
واستطردت قائلة "قد وصلنا اليوم إلى منظومة تعليمية متقدمة، ولكننا لن نقف عند هذا الحد من التطوير، بل نتطلع لمزيد من الإنجاز والتميز والجودة، لتكون مخرجاتنا مخرجات نوعية، تحقق لنا التنافسية، فالأوطان تبنى بسواعد أبنائها المتعلمين القادرين على المنافسة إقليميا ودوليا، ولهذا نحن في سعي مستمر لتطوير منظومتنا التعليمية، عبر التقويم المستمر، والتشخيص الموضوعي، انطلاقا من الواقع ومؤشراته، لتعزيز مواطن القوة في منظومتنا التعليمية، وتطوير وتحسين الجوانب التي تحتاج إلى تطوير".
ونوهت سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي في كلمتها بأهمية إنجاح بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، والتي تتخلل العام الدراسي الجديد، مضيفة "نجتمع اليوم، وبلادنا على أعتاب تنظيم أكبر حدث رياضي عالمي، هو بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، هذا الحدث الحلم، الذي عاش معنا وعشناه على مدار اثني عشر عاما، شهدنا فيها تغيرات كبيرة في البنية التحتية، حيث أضحت بلادنا ورشة عمل كبرى، كي نكون جميعا على الموعد وفي منتهى الجاهزية لاستقبال ضيوفنا خلال البطولة من جميع أنحاء العالم".
وشددت على أن هذه البطولة أثبتت قدرة الإنسان القطري، على قيادة المشروعات العملاقة، وتنفيذها وإنجازها، والتي أشاد بها القاصي والداني، لافتة في هذا السياق للدور الهام للمقيمين، الذين شاركوا بكل إخلاص في إنجاز هذه المشروعات.
وأضافت أنه بالتزامن مع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، سيتم الاحتفال أيضا بمناسبة مميزة، وهي ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس التعليم النظامي في دولة قطر والذي وفر كفاءات شكلت رأسمال الدولة البشري والمعرفي، في قيادة تنميتها المستدامة، خلال هذه السنين، وأنه بفضله أصبحت قطر على ما هي عليه الآن، متميزة على المستوى الاقتصادي والثقافي والاجتماعي والدبلوماسي والسياحي والرياضي والإنساني، وغير ذلك من المستويات، بل فاعلا أساسيا في الأسرة الدولية.
وأكدت على أنه لكل ذلك كان التعليم وما زال وسيبقى خيارا استراتيجيا للدولة، لن تحيد عنه أبدا، حيث وضعته القيادة الرشيدة منذ تأسيس قطر نصب أعينها.
وتضمن اللقاء ندوة تفاعلية قدمها الوكلاء المساعدون بالوزارة هم الدكتور خالد العلي القائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم العالي والسيدة مها الرويلي وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية والسيد عمر النعمة وكيل الوزارة المساعد لشؤون التعليم الخاص والسيد خالد الحرقان وكيل الوزارة المساعد لشؤون التقييم والسيد علي البوعينين القائم بأعمال وكيل الوزارة المساعد لشؤون الخدمات المشتركة، تحدثوا فيها عن اهتمام الدولة بالتعليم وأهمية الاستثمار فيه.
كما تطرقوا لنجاح سير اختبارات نهاية العام الأكاديمي الماضي وتحقيق نتائج أكاديمية متميزة كما بينته نتائج الشهادة الثانوية، في ظل تحديات وقيود فرضتها جائحة كورونا /كوفيد-19/، وتخطيها بتعاون الجميع، وغير ذلك من الأمور التربوية والتعليمية.
كما أكدوا ضرورة تهيئة الأبناء الطلبة للتخصصات الحديثة لتوفير احتياجات سوق العمل، وتناولوا التطور الملحوظ في كم وجودة برامج التعليم العالي المتاحة داخل البلاد، وتنوع البرامج والدرجات العلمية التي تقوم الجامعات الوطنية والشركاء في القطاع الخاص بطرحها للطلبة، مع الإشارة إلى الزيادة المطردة في الالتحاق بقطاع التعليم العالي بالأخص في برامج اقتصاد المعرفة، وبوجود المباني والصروح التعليمية المطورة وفق معايير عالمية ومستدامة، وبالبنية الرقمية الضخمة والمطورة التي ساهمت في استمرار التعليم أثناء الجائحة وتخطي تحدياتها والاهتمام بالنشء وبالتربية باعتبارها ضرورة خاصة، فضلا عن إتمام عمليات التوظيف وسد الشواغر بكفاءة وقدرة عالية لهذا العام، وتعاون الكوادر الإدارية بالمدارس، وأجابوا كذلك على أسئلة تتعلق بتدريب المعلمين، وجودة حياة الطلاب، وتطوير المدارس والمعلمين والجامعات باعتبارها أمورا بالغة الأهمية في نظام قطر التعليمي.
كما تحدث في اللقاء السيد ناصر النعيمي مدير مدرسة حمزة بن عبدالمطلب حول دور الإدارة العليا في تهيئة المعلمين بصفة عامة والمعلمين الجدد بصفة خاصة للعام الأكاديمي الجديد.
وتم خلال اللقاء أيضا عرض فيديو قصير يحكي رحلة وتطور التعليم، ثم تحدث الطالب أحمد العبيدلي من مدرسة عبدالرحمن بن جاسم الإعدادية، حيث وعد هو وجيله بإكمال مسيرة التعليم التي بدأها الرعيل الأول، وأكد أنهم سيحافظون على إرث البلاد والأجداد.
واستهدف اللقاء تسليط الضوء على أهم تطلعات وطموحات منظومة التعليم، واستعراض مبادراتها النوعية وتحديد وجهتها المستقبلية والتعريف بخططها وبرامجها التطويرية، بما يعزز النجاحات السابقة ويحقق التقدم المنشود في المستقبل.