الدوحة في 19 مايو /قنا/ أكد سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، وزير البلدية، أن مركز نظم المعلومات الجغرافية التابع للوزارة يعد من أكثر المراكز تقدما ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم، ويتضح ذلك من الجوائز العالمية التي حصدها من مؤتمرات وجهات مرموقة عالميا، ومن الدور الكبير الذي قدمه في توفير خدمات عديدة للجهات المختلفة في الدولة.
وقال سعادة الوزير، في تصريحات صحفية اليوم عقب حضوره افتتاح ورشة عمل نظمتها الوزارة ممثلة بمركز نظم المعلومات الجغرافية بالتعاون مع شركة المناعي التجارية وشركة "إزري"الأمريكية، وحضرها أكثر من 200 متخصص وخبير في هذا المجال ينتمون لأكثر من 60 جهة عاملة في الدولة، "إن وزارة البلدية ساهمت من خلال المركز في تلبية الطلب الكبير على البيانات المحدثة والدقيقة المرتبطة بالمواقع الجغرافية، وذلك نتيجة تطوير البنية التحتية المستمر بدولة قطر، واستعدادا لاستضافة منافسات كأس العالم FIFA قطر 2022، وكذلك تنفيذا لرؤية قطر الوطنية 2030".
وأشار سعادته إلى العديد من الأدوات التي يقدمها المركز خاصة التي تتعلق بالتخطيط والتصاميم وإدارة الأصول والبنية التحتية، مما يوفر الكثير من الوقت والجهد، ويجعل الجهات المختلفة قادرة على الترابط فيما بينها بصورة أكثر كفاءة، ويزيد من فعالية الأعمال الخاصة سواء في هندسة المشاريع أو التخطيط العمراني أو تنفيذ البنية التحتية في الدولة، مبينا أن المركز يقدم خدمات وبيانات ومعلومات متعددة، وهناك الكثير من التطبيقات المقترحة التي تستفيد منها الجهات أثناء بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تمت مناقشتها في هذه الورشة.
ونبه سعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي، إلى أن أهمية ورشة العمل التي نظمتها الوزارة حول "تكنولوجيا الجغرافيا المكانية.. قطر 2022 وما بعدها" تأتي من كونها فرصة للمختصين والباحثين والمهتمين للمساهمة والمناقشة حول التقدم والتطور الحاصل في علوم المعلومات المكانية وتطبيقاتها المختلفة المرتبطة بالعالم الواقعي في مختلف المجالات، خاصة وأن بلادنا مقبلة على احتضان منافسات كأس العالم، وهو ما يبرز أهمية الجهود التي قامت بها وزارة البلدية في مجال نظم المعلومات الجغرافية كإطار علمي لجمع وتحليل وعرض البيانات الجغرافية لمساعدة مختلف الشركاء والمتدخلين على اتخاذ قرارات أفضل على كافة المستويات في الدولة.
وحول مشروع المسح الجوي لدولة قطر، قال سعادة وزير البلدية، إن هذا المشروع من الأعمال التي تقوم بها الوزارة بشكل دوري من خلال مركز نظم المعلومات الجغرافية، حيث يتم إنتاج بيانات رقمية دقيقة ومحدثة بشكل دوري، مضيفا أن الوزارة قامت مؤخرا بالاستثمار في شراء طائرة مختصة بالتصوير الجوي تضم أحدث الكاميرات والأنظمة عالية الدقة، بما يعطي بيانات حية للمستخدمين من جميع الجهات، ويساعد المختصين في التخطيط العمراني ومهندسي البنية التحتية والجهات المختلفة للقيام بأعمالهم، حيث تشكل هذه الطائرة وملحقاتها من الكاميرات الجوية المختصة وماسحات الليدار والاستشعار عن بعد، منظومة مسح جوي متكاملة يقوم بتشغيلها وإدارتها مركز نظم المعلومات الجغرافية بالوزارة.
من جانبه، اعتبر السيد مناف السادة مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية، هذه الورشة مناسبة مهمة للمساهمة في مساعدة المجتمع على فهم مدى تأثير التقدم في علوم المعلومات الميكانيكية في تطبيقات مرتبطة بالعالم الواقعي في مختلف المجالات، وذلك من خلال دمج ذكاء المعلومات الجغرافية في عمليات صنع القرار، حيث يساهم ذلك في بناء مجتمع فعال ومتصل وذكي مع تحسين نوعية الحياة في بيئة من النمو والابتكار، موضحا أن نظم المعلومات الجغرافية هي إطار علمي لجمع وتحليل وعرض البيانات الجغرافية للمساعدة على اتخاذ قرارات أفضل.
بدوره، قال السيد عامر الحميدي مساعد مدير مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية، إن المركز هو المسؤول عن توفير الخرائط الرسمية للدولة سواء كانت خرائط رقمية أو ورقية، ويختص بتوفير قواعد البيانات الطبوغرافية الأساسية وجعلها متاحة لكل مؤسسات الدولة لاستخدامها في بناء قواعد البيانات الخاصة بكل مؤسسة سواء كانت هذه البيانات فوق سطح الأرض من مبان ومنشآت وطرق رئيسية أو تحت الأرض من خدمات بنية تحتية وغيرها.
وذكر أن المركز يعمل على توفير كل هذه البيانات متكاملة في شكل رقمي من خلال الشبكة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية التي يتصل بها أكثر من 100 جهة حكومية، والذي يساعد على سهولة اتخاذ القرار مثلا في حالة القيام بأعمال تطوير في منطقة ما أو ما يتعلق بمنطقة جديدة، تحتاج الى إنشاء بنية تحتية أو منشآت فوق الأرض.
وأفاد الحميدي، في تصريحات صحفية على هامش الورشة، بأن المركز حصل على 9 جوائز عالمية في سنوات مختلفة، وذلك في المؤتمر السنوي الذي ينظمه معهد بحوث نظم البيئة "إزري" بالولايات المتحدة الأمريكية، لافتا إلى أن مركز نظم المعلومات الجغرافية يعود تاريخ إنشائه الى عام 1991 وله ثقله سواء على مستوى المنطقة أو على مستوى الشرق الأوسط، وتحتل دولة قطر مكانة مرموقة بين دول المنطقة والعالم في مجال نظم المعلومات الجغرافية بفضل العمل المميز للمركز وبفضل الدعم الذي يتلقاه من الوزارة والمراسيم الأميرية والقرارات الوزارية التي تؤكد على وجود نظم المعلومات الجغرافية في جميع مؤسسات الدولة واستخدامها الاستخدام الصحيح.
كما أشار السيد عامر الحميدي إلى أن المركز يقوم بتوفير جميع تراخيص برمجيات نظم المعلومات الجغرافية المستخدمة في دولة قطر بواسطة كافة مؤسسات الدولة العاملة في هذا المجال من خلال تعاقد مباشر مع شركة "إزري" الأمريكية ووكيلها في دولة قطر شركة المناعي، مضيفا أن المركز يقوم بتنظيم دورات تدريبية لجميع مؤسسات الدولة من خلال مركز التدريب المتخصص والمعتمد والموجود به، حيث يقدم في هذه الدورات كل ما هو جديد فيما يتعلق بنظم المعلومات الجغرافية بهدف توفير كوادر فنية مؤهلة تستطيع استخدام تقنيات نظم المعلومات الجغرافية في مؤسساتها.
وبشأن المشاريع التي شارك فيها المركز بالتعاون مع بعض مؤسسات الدولة، قال الحميدي "خلال فترة جائحة كورونا وصعوبة حركة الناس خارج منازلها بسبب الإجراءات الاحترازية، كان لمشروع "عنواني" وهو أحد مشروعات مركز نظم المعلومات الجغرافية، الدور الكبير في مساعدة وزارة الصحة العامة في إيصال الأدوية الى منازل المرضى، كما دخل هذا المشروع في مشروعات عديدة أخرى في مجالات التعليم وخدمات وزارة الداخلية"، منوها إلى أن وزارة البلدية، ممثلة في مركز نظم المعلومات الجغرافية، مسؤولة عن تحديث بيانات عنواني بشكل دوري وجعلها متاحة لكل مؤسسات الدولة.
وحول العلاقة بين تنظيم الورشة واستضافة البلاد لكأس العالم FIFA قطر 2022، قال السيد عامر الحميدي "نحن مقبلون على استضافة كأس العالم، واستضافة حدث كهذا تحتاج إلى إدارة لحركة الجمهور، وكذلك معرفة الملاعب وجميع البيانات اللازمة الخاصة بها، حيث سيقوم المركز بتوفير الخرائط الرقمية المحدثة للدولة لكي تكون في متناول اللجنة العليا للمشاريع والإرث حتى تقوم بوضع خططها بناء على تلك المعلومات، ما يسهل اتخاذ القرارات فيما يتعلق بإدارة الملاعب وخلق فعاليات في المناطق المختلفة بناء على المساحات المتاحة".
ونوه بأن الورشة شهدت حضورا لممثلين من مختلف مؤسسات الدولة للمشاركة في عرض أحدث ما لديهم من مشروعات وتطبيقات والتعرف على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا من معلومات في هذا الشأن والرؤية المستقبلية لهذا النظام ومعرفة موقعنا الحالي منه وإلى أين نسير وسبل التطوير.
وخلال الورشة ألقى أحد خبراء شركة إزري العالمية الأمريكية كلمة بمناسبة يوم تكنولوجيا نظم المعلومات الجغرافية، أعقبه تقديم العديد من العروض الفنية من مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية، وهيئة الأشغال العامة، وهيئة تنظيم الاتصالات، ومعهد قطر لبحوث الحوسبة بجامعة حمد بن خليفة، وإدارة تخطيط البنية التحتية بوزارة البلدية، واللجنة العليا للمشاريع والإرث، وكلها توضح مستوى التقدم الذي وصلت إليه هذه المؤسسات في تطبيقات واستخدامات نظم المعلومات الجغرافية بدولة قطر، إضافة إلى مستخدمي أحد التطبيقات الشهيرة لمركز نظم المعلومات الجغرافية "المرشد".
وتضمن العرض الذي قدمه مركز نظم المعلومات الجغرافية بوزارة البلدية خلال الورشة، عرض متطلبات بناء قواعد بيانات جغرافية رقمية لدولة قطر حسب المواصفات الفنية العالمية، كما تطرق إلى الإمكانات المتاحة لدى المركز والتي عززها انضمام نظام المسح المتحرك والطائرات المسيرة بدون طيار "درونز" خلال العامين الماضيين وكيف أسهمت هذه الأدوات في تنفيذ العديد من متطلبات مؤسسات الدولة المختلفة.
كما أوضح العرض التطورات الجديدة بامتلاك المركز التابع لوزارة البلدية لمنظومة المسوحات الجوية والتي تحتوي على طائرة بطيار متخصصة في أعمال المسح الجوي ومجهزة بالكاميرات الجوية المناسبة وماسحات الليدار للاستشعار عن بُعْد.
وقد بدأت المنظومة بالعمل فعليا خلال الشهور الأربعة الماضية، وتم الانتهاء من المسح الجوي لدولة قطر وجزيرة حالول، وجار حاليا معالجة الصور الجوية لإنتاج الصور المقومة بدقة 20 سم والبيانات الخطية المحدثة وجعلها متاحة لكافة مؤسسات الدولة خلال شهر يوليو المقبل لتلبية متطلبات فعاليات فيفا قطر 2022.
جدير بالذكر أن مركز نظم المعلومات الجغرافية يتبع وزارة البلدية، وقد حدد القرار الأميري رقم (36) لسنة 2009 أقسام واختصاصات المركز بحيث يتكون من أربعة أقسام، وهي: قسم المسح الطبوغرافي، وقسم خدمات الخرائط والأرشفة، وقسم التخطيط والمشاريع، وقسم خدمات النظم، أما اختصاصات المركز فمنها: توفير الخرائط الجغرافية الأساسية للدولة والخدمات المتعلقة بها بالتنسيق مع الجهات المختصة بالدولة، وإنشاء وصيانة الشبكات الجيوديسية الوطنية الأفقية والرأسية والخدمات المتعلقة بها، إضافة إلى توفير الاتصال بقاعدة البيانات الطبوغرافية الرقمية وصيانتها، كما تشمل القيام بالدراسات والبحوث اللازمة لتطوير نظم المعلومات الجغرافية والنظام العالمي الشامل لتحديد المواقع.