الدوحة في 14 سبتمبر /قنا/ أكد يونس محمود، نجم المنتخب العراقي السابق وسفير كأس العالم FIFA قطر 2022، أن مشجعي كرة القدم في العالم على موعد مع مهرجان كروي غير مسبوق خلال نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022، مشيدا باكتمال استعدادات قطر لاستضافة أول نسخة من البطولة تنظم في المنطقة.
وستقام منافسات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 في ثمانية استادات، تبدأ بمباراة الافتتاح في استاد البيت يوم 20 نوفمبر بين قطر والإكوادور، وتختتم في استاد لوسيل بتتويج الفريق الفائز باللقب يوم 18 ديسمبر، تزامنا مع احتفالات اليوم الوطني لدولة قطر.
وقال يونس محمود، في حوار لموقع (Qatar2022.qa)، إن تنظيم المونديال في العالم العربي حلم نجحت قطر في تحقيقه، ويحمل أهمية كبيرة، حيث يمثل فرصة لتعريف شعوب العالم على الثقافة العربية، وتسليط الضوء على التراث العريق للمنطقة، في ظل الدور الذي تلعبه كرة القدم في التقريب بين الناس، وتأثيرها على المجتمعات.. مضيفا: "لقد شهد الجميع ما تمكن منتخبنا الوطني من تحقيقه في عام 2007، عندما أحرز لقب كأس آسيا. لقد كان إنجازا غير المشهد تماما في العراق." وتطرق القائد السابق للمنتخب العراقي إلى الإعلان في عام 2010 عن نجاح قطر في الحصول على حق تنظيم كأس العالم 2022، وقال: "كان الإعلان عن فوز قطر بحق استضافة المونديال لحظة تاريخية بالنسبة لنا كعرب، فقد أكدت قطر والقيادة القطرية منذ البداية أن هذا مونديال لكل العرب، وهو فخر كبير لنا. كنا نتساءل في الماضي: هل سيحظى العرب بفرصة استضافة المونديال في يوم من الأيام، لقد كان حلما عربيا تمكنت قطر من تحقيقه على أرض الواقع." وأضاف يونس محمود، الذي سبق له أن لعب ضمن صفوف أندية عراقية وقطرية وإماراتية وسعودية: "عند الإعلان عن فوز قطر بحق الاستضافة كان المنتخب العراقي يلعب في نصف نهائي كأس الخليج باليمن أمام منتخب الكويت، وكانت المباراة قد وصلت لركلات الترجيح، عندما عم الملعب صمت مفاجئ، ثم أعلن عبر الشاشة الضخمة فوز قطر بحق استضافة نسخة 2022 من كأس العالم. في تلك اللحظة ساد الفرح أرجاء الملعب، وتصاعدت الهتافات من الجميع من كويتيين ويمنيين وعراقيين." وعن أصداء استضافة المونديال لأول مرة في العالم العربي لدى جمهور كرة القدم في العراق، رأى يونس أنه بالرغم من عدم تأهل العراق للمونديال إلا أن ملايين العراقيين حريصون على متابعة منافسات النسخة الأولى من البطولة التي تقام في العالم العربي والشرق الأوسط، لافتا إلى أن كرة القدم تحظى بشعبية كبيرة في العراق، الذي يتجاوز عدد سكانه 40 مليون نسمة، كما أن قرب المسافة بين قطر والعراق سيشجع الجماهير على السفر لحضور منافسات البطولة من المدرجات.
وقال: "أينما ذهبت في العراق أجد الناس يتساءلون كيف يمكنهم الذهاب إلى قطر وكيف يمكنهم حجز التذاكر وأماكن الإقامة، الكل يريد المشاركة في هذا الحدث التاريخي." وتابع :" جميع العراقيين يعشقون كرة القدم، ويحبون متابعة كأس العالم بشكل خاص، لقد منحتنا قطر الفرصة لحضور منافسات المونديال الذي يقام لأول مرة على مقربة منا. فالآن أصبح بإمكان سكان المنطقة قيادة سياراتهم إلى قطر لحضور مباريات كأس العالم؛ سواء من العراق أو الأردن أو سوريا أو السعودية، والاستمتاع بمشاهدة أفضل لاعبي العالم يتنافسون على اللقب الأهم في عالم كرة القدم."
ورأى يونس محمود، قائد المنتخب العراقي السابق، أن كأس العالم FIFA قطر 2022 ستلعب دورا كبيرا في تحسين مستوى كرة القدم في المنطقة، وقال: "هناك منتخبات قوية في المنطقة لم تتأهل للمونديال، مثل الجزائر ومصر والعراق، ولا شك أن كلا منها بذل أقصى ما بوسعه للمشاركة في البطولة، والفوز بفرصة اللعب في كأس العالم أمام جمهوره، ومن المؤكد أن هذا من شأنه تعزيز مستوى منتخبات دول المنطقة وشعبية اللعبة وشعبية اللعبة في المستقبل." ويمثل العرب في المونديال المرتقب أربعة منتخبات، هي السعودية والمغرب وتونس، إضافة إلى دولة قطر، البلد المستضيف، ويتوقع أن تحظى تلك المنتخبات جميعها بدعم ملايين المشجعين من الجمهور العربي الذي سيسعد برؤية منتخب عربي ينجح في الوصول إلى مراحل متقدمة من البطولة.
وفي هذا السياق قال يونس محمود: "العرب يعشقون كرة القدم، فهي مصدر السعادة للكثيرين، بغض النظر عن خلفياتهم، والمنتخبات الوطنية تدرك ذلك وتعرف ما تعنيه بطولة بحجم كأس العالم، وأنا أعلم جيدا أن المنتخبات التي لم تتمكن من التأهل هذه المرة ستبذل قصارى جهدها لإسعاد جماهيرها في النسخ المقبلة من المونديال، أما المنتخبات التي تأهلت للبطولة، فنحن نترقب سفرها إلى قطر برفقة أعلام بلدانها لتكون مصدر فخر لنا جميعا." وحول المشاركة الأولى المرتقبة لمنتخب قطر في كأس العالم، رأى محمود، الذي أحرز العديد من الألقاب خلال خمس سنوات قضاها مع نادي الغرافة القطري، أن بإمكان لاعبي المنتخب القطري تقديم أداء جيد خلال المونديال. وقال:" مشاركة العنابي تأتي في وقت يشهد تطورا في أداء نجومه، خاصة لاعبين أمثال أكرم عفيف والمعز علي وبسام الراوي، وفي عالم كرة القدم لا شيء مستحيل، كما أن اللعب على أرضهم ووسط جمهورهم يمثل حافزا في غاية الأهمية، ولا شك أنهم سيقدمون أداء متميزا في البطولة." ويمتلك يونس محمود، الذي أحرز 57 هدفا في 148 مباراة دولية مع المنتخب العراقي، مكانة خاصة لدى جمهور كرة القدم في العراق، بعد أن قاد أسود الرافدين إلى الفوز بكأس آسيا 2007، عندما سدد رأسية استقرت في شباك المنتخب السعودي، لتعم الفرحة أرجاء العراق، ويحتفل ملايين العراقيين بالفوز التاريخي لمنتخب بلادهم.
ويتطلع يونس محمود، الذي يعيش في قطر منذ سنوات، إلى ما يعده منظمو البطولة للمشجعين القادمين إلى الدوحة من جميع أنحاء العالم، وقال: "أعتقد أن كأس العالم سيكون شهرا بلا نوم في قطر، سيكون شهرا ممتعا للغاية، فإلى جانب مباريات البطولة ستكون الأجواء رائعة في الدوحة مع الأنشطة والفعاليات التي ستنظم للجماهير. أرى أنه سيكون كرنفالا استثنائيا لن ينساه العالم. كل من سيحالفه الحظ في الحضور، سيكون قد حقق أمنيته، وستبقى البطولة بصمة خالدة في ذاكرته يرويها لأحفاده."