الدوحة في 16 سبتمبر /قنا/ دخل الدوري القطر لكرة القدم "دوري نجوم QNB"، في أعقاب الجولة السابعة التي اختتمت منافساتها يوم الأربعاء الماضي، فترة توقف مطولة وفق برمجة تقضي بعودة المنافسة عقب نهايات كأس العالم FIFA قطر 2022 التي تستضيفها الدوحة خلال الفترة ما بين 20 نوفمبر و18 ديسمبر المقبلين.
وبددت المنافسة، في الجولات السبع، الكثير من مخاوف تأثر الأندية بغياب اللاعبين الدوليين وفق قرار الاتحاد القطري لكرة القدم القاضي بتفريغ عناصر المنتخب من أجل التحضير للمونديال، فظهر السباق مثيرا في الكثير من تفاصيله وفق حقائق رقمية نوعية تؤكد أن التنافس كان على أشده على كافة الصعد، سواء على مستوى صدارة الترتيب أو في المربع الذهبي وحتى في المراكز المتأخرة.
وساهم غياب اللاعبين الدوليين في تقليص فجوة فنية طالما كانت تظهر بين فرق الدوري، خصوصا على مستوى ابتعاد السد والدحيل عن البقية بالزاد البشري الكبير الذي يمتلكه الفريقان، الأمر الذي جعل المستوى الفني يظهر متقاربا وأثرى المنافسة.
وشكل النادي العربي ظاهرة تستحق الوقوف عندها بمستويات مميزة قدمها طيلة الجولات السبع، ما جعله يتصدر جدول الترتيب بعدما استهل المشوار في الجولة الأولى شريكا في المركز الأول ومتأخرا آنذاك بفارق الأهداف عن الوكرة، قبل أن ينفرد بالصدارة في باقي الجولات.
وسجل فريق المدرب يونس علي انطلاقة مثالية بعدما حقق الانتصار في الجولات الأربع الأولى، ما قد يشكل فأل خير في إمكانية استعادة اللقب بعد غياب 25 عاما، حيث يأمل الفريق في أن يحذو حذو خمسة فرق سجلت الانتصار في الجولات الأربع الأولى، ومضت نحو الظفر بلقب الدوري في خمس من النسخ العشر الأخيرة، كما فعل السد في موسمي 2012 / 2013 و2020 / 2021، والدحيل في موسمي 2014 / 2015 و2017 / 2018 ، والريان في موسم 2015 / 2016.
واعتمد العربي على مجموعة من النجوم البارزة في صفوفه، على رأسهم التونسي يوسف المساكني، في حين شكل الهداف السوري عمر السومة إضافة كبيرة منذ انضمامه، هذا الى جانب الصفقة ذات العيار الثقيل بالتعاقد مع الإسباني رافيينا ألكنتارا الذي يملك الكثير من الخبرة والتجربة كسبها من الملاعب الأوروبية، ما ساعد الفريق على تكوين شخصية فنية ساعدته على تجاوز كبوة الجولة الخامسة بالخسارة أمام الدحيل بثلاثية نظيفة، ليستعيد بأسه في الجولة التالية بفوز عريض على السيلية بخمسة أهداف لهدف.
ويأتي الوكرة في المركز الثاني برصيد (15) نقطة بالعلامة الفارقة بعدما تفرد بكونه الفريق الوحيد الذي لم يخسر، حيث فاز في أربع مباريات وتعادل في ثلاث، مقدما مستويات ممتعة بصبغة هجومية يؤكدها الرصيد التهديفي الأعلى في الدوري (16 هدفا)، دون أن يكون ذلك على حساب الدفاع الذي يعد الأقوى رفقة العربي باستقباله ستة أهداف فقط .
ويكمن سر تفوق الوكرة يفي حنكة المدرب الإسباني ماركيز لوبيز الذي يجيد التعامل مع المنافسين وفق قراءة عميقة تمنحه الأفضلية بالنتائج، هذا الى جانب قدرته على توظيف لاعبيه بالصورة المثلى ما مهد لهم طريق التألق، كما يفعل النجم الأنغولي جيسون دالا متصدر قائمة الهدافين والنجم الأبرز للجولات السبع الأولى للبطولة عن جدارة .
طموح الوكرة الذي كان الحصان الأسود للنسخة الماضية من الدوري بعدما احتل المركز الثالث، سيكون أكبر في النسخة الحالية، رغم التحديات الكبيرة التي تنتظر الفريق سواء بعودة الدوليين لفريقي السد والدحيل (حامل اللقب والوصيف)، إلى جانب الاستهلال المنتظر للعودة الدوري بمواجهة العربي في الجولة الثامنة .
بدوره، نجح الدحيل، ثالث الترتيب برصيد (14) نقطة، في التأقلم مع غياب لاعبيه الدوليين، رغم الاستهلال المتعثر للدوري بخسارة وتعادل في الجولتين الأوليتين، قبل أن يمضي نحو صحوة كبيرة محققا الفوز في أربع مباريات تواليا ليعود إلى الواجهة وبات ثانيا، لكن تعثره مفاجئ أمام السيلية بالتعادل في الجولة السابعة جعله يتراجع إلى المركز الثالث.
ومر فريق المدرب الأرجنتيني هيرنان كريسبو بتحديات صعبة، أبرزها فقدانه لخدمات نجمه الأول البلجيكي ادميلسون جونيور بسبب الإصابة، لكنه تجاوز كل الصعوبات وظل ضمن المقدمة ما سيجعله قادرا على فرض نفسه في المنافسة على اللقب عند استئناف الدوري خصوصا باستعادة الدوليين الغائبين.
أما السد (حامل لقب النسختين الأخيرتين بسجل خال من الهزائم) فقد عانى من تأرجح نتائجه، مكتفيا بجمع سبع نقاط في الجولات السبع، وضعته في المركز التاسع الذي لا يليق بالفريق الأكثر تتويجا باللقب في 16 مناسبة.
ولم يقوى فريق المدرب الإسباني خوانما ليو، على تحقيق الفوز في مباراتين متتاليتين، مكتفيا بانتصارين وتعادل، لكنه تأثر بشكل واضح بغياب عدد كبير من لاعبيه الدوليين الذين لطالما منحوه التفوق في المواسم الماضية، ما أجبر الجهاز الفني على الدفع بلاعبين شباب، الى جانب التعويل على قدرات المحترفين الأجانب.
وسيكون ظهور السد عقب استئناف الدوري في الفترة المقبلة مغايرا، بسبب استعادة اللاعبين الدوليين خصوصا رباعي خط الدفاع "بوعلام خوخي، بيدرو ميغيل، طارق سلمان، وعبدالكريم حسن"، الذين افتقدهم الفريق بشكل واضح في ظل محصلة رقمية تشير إلى أن الغريق يعتبر هو الأكثر استقبالا للأهداف إلى جانب السيلية ب (14) هدفا.
وشكلت مسألة التأخر في اكمال التعاقدات مع اللاعبين المحترفين، ظاهرة سلبية دفعت بعض الفرق ثمنها على مستوى النتائج، فلم يكن ظهور الغرافة في الجولات الثلاث الأولى مقنعا بعدما خسر وتعادل في الجولتين التاليتين، غير أنه ظهر قويا في الجولات الأخيرة وقدم مستويات راقية بعدما أكمل التعاقدات بانضمام المحترفين الجزائريين إسحاق بلفضيل وفريد بولاية، لتأتي المحصلة جيدة بعدما وصل إلى النقطة (12) منفردا بالمركز الرابع، وفق فوارق ضئيلة عن الصدارة لا تتجاوز النقاط الأربع ما يبشر بمستقبل تنافسي جيد للفريق الساعي للعودة الى الواجهة بعد غياب.
وواجه نادي قطر المصير نفسه في التأخر بالتعاقدات، ما تسبب ببداية لم تكن جيدة بقبول خسارتين في الجولات الأربع الأولى مقابل فوز وتعادل، لكن الانتصار الأخير والثمين على الريان في الجولة السابعة بهدف دون رد، أعاد الفريق الى المسار الصحيح للتواجد وسط الترتيب بعد الوصول الى النقطة العاشرة التي وضعته في المركز السابع.
وشكل ظهور الريان في الجولات السبع الأولى لغزا محيرا، فبعد الدفعة المعنوية التي كسبها الفريق عقب الإنجاز الأول في تاريخ المشاركات القارية بتجاوز دور المجموعات من دوي أبطال آسيا آواخرا الموسم الماضي، جاءت البداية متواضعة بقبول أربع خسائر متتالية لتكرس الانطلاقة الأسوأ في تاريخ الفريق المتوج باللقب ثماني مرات، قبل أن تتوالي الهزائم ليكتفي الفريق بنقطة واحدة من تعادل وحيد مع أم صلال، ليحتل المركز الأخير.
وتباينت التفسيرات لموقف الريان، لكنها انحصرت في أمور رئيسية أهمها التأخر في انجاز التعاقدات والتخلي عن الجزائري ياسين إبراهيمي دون توفير بديل قادر على صناعة الفارق، إلى جانب عدم الاستفادة من خدمات الكولومبي خاميس رودريغيز الغائب عن الفريق منذ الجولات الأخيرة من النسخة الماضية للدوري، قبل أن يرحل عن النادي بعد فسخ عقده ودون تأمين بديل أيضا.
وقد يكون التوقف جاء في وقته بالنسبة للريان من أجل إعادة ترتيب الأوراق قبل استئناف الدوري، عبر إيجاد الحلول لتفادي موقف صعب يذكر بهبوط النادي لأندية الدرجة الثانية، بعدما كان الفريق قد هبط في موسمي 2013 / 2014 و 1987 / 1988 .
وليس ببعيد عن الريان، يعيش السيلية أوضاعا صعبة تعتبر امتدادا للموسم الماضي الذي تجنب فيه الفريق الهبوط بعدما خاض المباراة الفاصلة؛ وحافظ على مقعده في الأضواء، فبعد استهلال مقبول لفريق المدرب التونسي سامي الطرابلسي بخسارة مباراة والفوز في الثانية، جاءت النتائج التالية متواضعة بالخسارة في أربع مناسبات، قبل أن يخرج بتعادل أمام الدحيل في الجولة السابعة ليبقى في المركز قبل الأخير بأربع نقاط.
وعرفت مسيرة بعض الفرق تأرجحا كالشمال الذي بدأ بشكل جيد ثم تراجع، لكنه استعاد مستواه في الأمتار الأخيرة مسجلا محصلة جيدة بالوصول الى النقطة العاشرة في المركز السادس، فيما دفع الأهلي ثمن التعادلات التي بلغت أربعة مقابل فوزين وخسارة، ليكتفي بالوصول الى النقطة العاشرة التي وضعته خامسا في الترتيب.
ورغم أن المرخية الصاعد حديثا الى الدرجة الأولى، اكتفى بجمع ثمان نقاط في الجولات السبع الأولى محتلا المركز الثامن، إلا أن المستوى الذي قدمه الفريق يحمل مؤشرات تؤكد الرغبة الكبيرة في البقاء في الأضواء موسما آخر.
وكان فريق المدرب عبدالله مبارك قد صنع الحدث في الجولة الأولى بالفوز على السد حامل اللقب بأربعة أهداف لثلاثة، قبل أن يحصد النقطة الرابعة بالتعادل مع قطر في انطلاقة تاريخية، لكن النتائج شهدت بعد ذلك تراجعا بقبول خسارتين متتاليتين، قبل أن يستعيد الانتصارات في الجولة السادسة بالفوز على الريان بهدفين لهدف، ثم خسر من الغرافة في الجولة السابعة بذات النتيجة.
وتوكد المحصلة الرقيمة للجولات السبع، قوة المنافسة رغم مخاوف تأثير غياب اللاعبين الدوليين المنضمين للمنتخب الوطني الأول، إذ شهدت المباريات الـ(42) تسجيل 117 هدفا بنسبة تهديف بلغت 2.8 هدف في كل مباراة، وهي نسبة هجومية جيدة.
وتوزعت الأهداف المسجلة بين 101هدف من خارج المنقطة و16 من داخلها، فيما تم تسجيل 49 هدفا في الشوط الأول و68 في الشوط الثاني، فيما كانت الجولة السادسة الأكثر تسجيلا للأهداف بـ23 هدفا، بينما كانت أقل الجولات تهديفا هي الرابعة التي شهدت تسجيل 12 هدفا فقط.
وسجلت الفرق خلال المباريات 30 انتصارا، مقابل 12 تعادلا منها تعادلين سلبيين و10 تعادلات إيجابية، واحتسبت خلال المباريات 20 ركلة جزاء سجلت منها 16 ركلة وتم إهدار أربع ركلات، وأشهر الحكام خلال المباريات 211 بطاقة منها 197 بطاقة صفراء و14 بطاقة حمراء.
وكان لاعب السد أحمد محمد السعيد أصغر لاعب يسجل في الجولات السبع الأولى بعمر وصل إلى 19 عاما و4 أشهر و19 يوما، عندما سجل هدف السبق لفريقه في مرمى الأهلي في المباراة التي فاز بها السد بثلاثة أهداف لهدفين في الجولة الثالثة.
وعرفت الجولات تسجيل الهدف رقم 100 في الدوري عن طريق الكيني مايكل أولونغا (مهاجم الدحيل) في مرمى نادي قطر، وكان الهدف الشخصي الثالث للاعب خلال المباراة التي فاز بها فريقه بثلاثة أهداف دون رد في الجولة السادسة.
وعلى صعيد صناعة الأهداف، فقد تصدر الجزائري يوغرطة حمرون (لاعب المرخية) القائمة بتقديم خمس تمريرات حاسمة، فيما حل السوري عمر السومة (لاعب العربي) ثانيا برصيد أربع تمريرات، وجاء بعد ذلك أربعة لاعبين صنعوا ثلاثة أهداف وهم : ادميلسون جونيور (لاعب الدحيل) وبغداد يونجاح (لاعب السد) وعلي علوان (لاعب الشمال).
وعلى مستوى الهدافين، فقد ابتعد الأنغولي جاسينتو دالا (مهاجم الوكرة) بالصدارة، بعدما وصل إلى الهدف الثامن عقب تسجيله هدفي فريقه في مرمى السد في الجولة السابعة، متقدما بفارق ثلاثة أهداف على كل من يوسف المساكني (مهاجم العربي) وياسين إبراهيمي (لاعب الغرافة) ومايكل أولونغا (مهاجم الدحيل) ويزن النعيمات (مهاجم الأهلي)، ولكل منهم 5 أهداف.
ويتصدر العربي ترتيب الدوري برصيد (16) نقطة، بفارق نقطة واحدة عن الوكرة صاحب المركز الثاني، فيما تراجع الدحيل للمركز الثالث برصيد (14) نقطة، وحل الغرافة رابعا برصيد(12) نقطة، والأهلي خامسا برصيد (10) نقاط، متساويا مع الشمال وقطر في المركزين السادس والسابع، وجاء المرخية ثامنا برصيد (8) نقاط، وجاء السد تاسعا بـ(7) نقاط متساويا مع أم صلال الذي جاء عاشرا، وحل السيلية في المركز قبل الاخير برصيد (4) نقاط، وأخيرا الريان بنقطة واحدة.