الدوحة في 20 سبتمبر /قنا/ أعلنت وزارة الصحة العامة عن إضافة مسمى المستشار الوراثي إلى قائمة المهن الطبية المساعدة، وذلك بهدف الحد من المخاطر الصحية التي قد تصيب أفراد المجتمع نتيجة العوامل الوراثية وللتخطيط لمستقبل صحي عائلي أفضل.
وأوضح الدكتور سعد الكعبي، مدير إدارة التخصصات الصحية في وزارة الصحة العامة في تصريح له، أن هذه الخطوة جاءت في إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة التي وضعت الصحة الوقائية على رأس أولوياتها، وتبنت مشروعا يهدف إلى تقديم الاستشارة فيما يتعلق بالأمراض الوراثية للمقبلين على الزواج في المجتمع القطري.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستسهم بتقديم الاستشارة الوراثية ذات الصلة بشتى الحالات المرضية كالأورام السرطانية الوراثية، وأمراض الأم والجنين الوراثية، والأمراض الاستقلابية وغيرها من الأمراض الوراثية النادرة، وتقديم الاستشارات الوراثية لهم ولذويهم.
بدورها، أكدت الدكتورة ريم السليمان استشاري الأمراض الوراثية، ونائب رئيس قسم الجينات في مؤسسة حمد الطبية في تصريح لها، أن هناك ضرورة لتوفر الكوادر البشرية الكافية والمتخصصة في هذا المجال النادر، لمواجهة ارتفاع معدل انتشار الاضطرابات الوراثية والعيوب الخلقية، وازدياد وتيرة ولادة أطفال يعانون من بعض الاختلالات الوراثية التي تؤثر على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية، مما يمثل عبئا كبيرا على نظام الرعاية الصحية في الدولة وعلى موارد المجتمع.
ولفتت إلى أن هذه المسألة تصنع تحديا يحتاج إلى تضافر كل الجهود الطبية والمجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة استنادا إلى العلم والبراهين، مع مراعاة ثقافة المجتمع وعاداته وتقاليده.
من جهته، أشار الدكتور توفيق بن عمران استشاري أول الأمراض الوراثية وأمراض التمثيل الغذائي في مؤسسة حمد الطبية في تعليق له، إلى أن انطلاق جهود إضافة مهنة المستشار الوراثي، جاءت مع صدور القرار الأميري في سنة 2009 والذي يدعو المقبلين على الزواج في دولة قطر إلى الخضوع للفحوصات الجينية، ومن ثم طلب المشورة الوراثية من المتخصصين، حرصا على تجنب الأمراض التي قد تنتج عن اختلالات وراثية، وعوامل جينية.
جدير بالذكر، أن دولة قطر تعتبر من الدول القليلة في منطقة الشرق الأوسط التي تصدر الترخيص لمهنة المستشار الوراثي تقديرا لأهميتها، ونظرا إلى أن تخصص الاستشارة الوراثية يعتبر من المهن الطبية النادرة والفريدة خاصة في منطقتنا.
ويعد المستشار الوراثي اختصاصي رعاية صحية متحصل على شهادات عليا، وتدريب إكلينيكي في مجالات علم الوراثة الطبية والاستشارات الوراثية، ويعمل على دراسة التاريخ الشخصي والعائلي، وتقديم المشورة للمرضى وعائلاتهم حول المخاطر والأمراض الوراثية محتملة الحدوث.
وظهرت مهنة المستشار الوراثي منذ حوالي 50 عاما، ويوجد ما يقارب 7000 مستشار وراثي معتمد يمارسون مهنتهم في جميع أنحاء العالم بعد حصولهم على شهادات عليا، وتدريب إكلينيكي متخصص في هذا المجال.
يشار إلى أن جامعة قطر قامت بالتعاون مع خبراء علم الوراثة بمؤسسة حمد الطبية بإنشاء البرنامج الوطني للماجستير في الاستشارات الوراثية في عام 2018، لتدريب المزيد من الممارسين ليصبحوا مستشارين في علم الوراثة.