24 يناير 2023

فريق بحثي قطري بلجيكي يطور منظومة رصد مبكر لمخاطر ناقلات البترول في الخليج العربي

محلية
  • QNA Images
    الدكتور عصام حجي كبير علماء ومدير أبحاث برنامج علوم الأرض بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة
  • QNA Images

الدوحة في 24 يناير /قنا/ طور فريق بحثي تابع لجامعة حمد بن خليفة منظومة تساعد على تحديد ومراقبة أماكن الحوادث المحتملة لناقلات النفط في الخليج العربي.

وتساعد المنظومة التي طورتها جامعة حمد بن خليفة من خلال دراسة علمية أجرتها، بالتعاون مع جامعة "يو سي لوفن" البلجيكية، على حماية المنشآت الساحلية الحيوية لتحلية مياه البحر وتصدير الطاقة من مخاطر الحوادث الخاصة بناقلات البترول.

وقال الدكتور عصام حجي كبير علماء ومدير أبحاث برنامج علوم الأرض بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، التابع لجامعة حمد بن خليفة، والمشرف المشترك على الفريق العلمي للدراسة مع الدكتور إيمانويل هانريه من جامعة يو سي لوفن، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا" إن الدراسة حددت الأماكن ذات المخاطر العالية على المنشآت الحيوية، والتي يجب أن نراقب فيها عن كثب أي عوامل طبيعية أو بشرية قد تؤدي لحوادث ناقلات البترول، مما قد يساهم في حماية البيئة البحرية من التلوث ويمنع إعاقة المنشآت الحيوية لتصدير الغاز الطبيعي المسال ومرافق تحلية مياه البحر في البلاد، مشيرا إلى أن هذه الدراسة اعتمدت على تطوير نماذج محاكات رقمية متطورة تعتمد على الخرائط الملاحية والتيارات المائية وتغيرات اتجاهات الرياح، لمدة خمس سنوات وتحديد المواقع الحيوية لتحلية المياه وتصدير الغاز، فضلا عن رصد لحركة 14 ألف ناقلة للنفط في مياه الخليج خلال هذه السنوات، من أجل تحديد المواقع التي تجب مراقبتها بدقة لتفادي أي مخاطر وللمساهمة في الجهود المحلية والإقليمية للحد من هذه المخاطر.

وأضاف أن الدراسة نشرت حديثا في مجلة نيتشر للاستدامة العالمية وهي أول دراسة قطرية وعن قطر تنشر في هذه المجلة العلمية الرصينة، وقد خلصت إلى وجود منطقتين استوجبتا المراقبة الدقيقة بالأقمار الصناعية الرادارية تقع في المياه الإقليمية شمالي قطر ومنطقة أخرى في جنوبها الشرقي، إلى جانب أماكن أخرى خارج المياه الإقليمية القطرية ولكن بفعل الرياح والتيارات المائية يظهر تأثيرها على السواحل القطرية، مشيرا إلى أنه بناء على نتائج الدراسة فقد وقعت جامعة حمد بن خليفة وجامعة يو سي لوفن البلجيكية، اتفاقية تعاون خلال يناير الجاري لدراسة حوادث التسربات النفطية المحتملة من ناقلات البترول للمساهمة في الجهود الوطنية في التعامل السريع والفعال مع هذه المخاطر حين حدوثها، منعا لأي تعطيل في عمل محطات التحلية ومنشآت تصدير الطاقة، إلى جانب استكمال الدراسة لتحديد المناطق المعرضة للخطر بيئيا وبحريا في مناطق أخرى بالخليج العربي حفاظا على سلامة المياه البحرية والتي يمكن لتيارات المياه أن تجرف بقعا نفطية منها إلى المياه القطرية.

وقال إن الدراسة التي قام بها الدكتور عصام حجي من جامعة حمد بن خليفة وفريق الدكتور إيمانويل هانريه من جامعة يو سي لوفن البلجيكية وضمت باحثي ماجستير ودكتوراة من الجامعة البلجيكية، هي الأولى من نوعها، حيث تستشرف أماكن وقوع الحوادث لمراقبتها، لوقاية المنطقة من المخاطر، من خلال تقنية معينة، تعمل على حدوث إنذار مبكر لانسكابات النفط، منوها بأن وراء هذه الدراسة كان البحث عن إيجاد حلول لحوادث ناقلات البترول التي تكررت كثيرا في الأعوام القليلة الفارطة في عدة مناطق. ويصعب احتواء هذه التسريبات في مياه الخليج لأنها غير عميقة وتشكل بحرا مغلقا ولذلك يستمر التأثير البيئي للتسربات النفطية وقتا أكثر. مما يستوجب التعامل معها قبل أن تصل في المياه العميقة نسبيا وقبل أن تصل للمياه الضحلة، موضحا في هذا الصدد أن الدراسة تتوقع مسار بقعة الزيت بناءً على ما تم تسجيله من حركة التيارات المائية وحركة الرياح، حيث إنها موسمية وتتكرر من عام إلى عام.

وأضاف أن هذه الحوادث تؤثر على الثروة السمكية والتنوع البيئي أيضا فموت الطحالب والشعاب المرجانية يجعل السواحل معرضة لخطر التآكل لأنها بمثابة حائط صد أول أمام نحر الأمواج للسواحل، فضلا عن أن أغلب السفن العابرة ليست من المنطقة العربية ويصعب محاسبتها إذا تسببت في مثل هذه المخاطر.

وأكد الدكتور عصام حجي، أن الدراسة تشدد على ضرورة الاستعداد المبكر لمثل هذه الحوادث حتى لا يكون هناك تغير بيئي لمنطقة الخليج، مؤكدا ضرورة استمرار الدراسات المعنية برصد المخاطر البيئية والمناخية المتزايدة في الخليج.

وكشف الدكتور عصام حجي مدير برنامج علوم الأرض بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة، وهو باحث في وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، في حديثه لوكالة الأنباء القطرية "قنا" عن وجود تعاون بين مؤسسة قطر وجامعة حمد بن خليفة ووكالة ناسا في مشروع دراسة قمر صناعي علمي، يهدف إلى فهم تغير مستوى سطح البحر في المناطق الصحراوية والجافة مثل شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا لدراسة آثار ارتفاع مستوى مياه المحيطات على البيئة الساحلية لهذه المناطق المهمة والتي تضم مئات الملايين من السكان وأهم منشآت تصدير الطاقة حول العالم، وذلك من خلال فهم حركات ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي، من خلال استخدام تكنولوجيا الرادار لتصوير مدى سُمك الجليد في القطبين وتأثيرهما المتوقع على ارتفاع المحيطات في المائة عام المقبلة، إلى جانب دراسة توزيع المياه الجوفية في عمق أول 20 مترا من سطح الأرض في شبه الجزيرة العربية وشمال إفريقيا، حيث تظهر أهمية الدراسة في التعرف على مصادر المياه الجوفية غير العميقة للتعامل مع فترات الجفاف، واستدامة البيئة واستدامة الزراعة في العالم العربي، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من الدراسة الأولية للمشروع وتجريٍ دراسة استكمال المراحل التالية.

وقال نأمل إمكانية تنفيذ المشروع في المرحلة القادمة بعدد من التجارب في صحراء قطر، وعدد من الدول العربية باستخدام نموذج من القمر الصناعي محمولا بالجو لإتمام الدراسات، حيث نطمح لإطلاق القمر الصناعي في عام 2027، وسوف تعمل المركبة لمدة عامين يمكن أن تمتد إلى أربع سنوات بمسح كامل لتكوين الجليد في القطبيين، ومسح خزانات المياه الجوفية، مشيرا إلى أن المشروع يشارك به باحثون من جامعة حمد بن خليفة ووكالة ناسا وعدد من الجامعات الأوروبية والأمريكية وجامعات في الوطن العربي.

وأكد الدكتور حجي على أهمية دارسة المناخ وعوامل التغير المناخي في قطر، حيث يرتبط المناخ ارتباطا وثيقا بالهوية القطرية، مشددا على أن دارسة التغيرات في العالم العربي ضرورة كذلك، حيث إن معرفة مستقبل التغيرات المناخية تجيب عن أسئلة عديدة خاصة باستدامة الموارد الطبيعية والأمن الغذائي واقتراح الحلول المناسبة للأزمات المتعلقة بالمناخ أو ندرة المياه وغير ذلك والتي لا يمكن أن تحل بدون وجود أرصاد دقيقة.

وشدد العالِم الدكتور عصام حجي وهو باحث في جامعة كاليفورنيا أيضاً، على الدور الأساسي للعلماء على اختلاف تخصصاتهم في تطوير الفكر في مجتمعاتهم ومراجعة ما هو موروث وتطويره واستحداث ما هو جديد لاستشراف المستقبل، مؤكدا أن العلم هو سر تحقيق نهضة عالمنا العربي وأن الاهتمام بالتعليم هو البداية، مطالبا بسياسة تعليمية شبه موحدة، تعمل على التقريب بين المناهج في العالم العربي، مع ضرورة الاستثمار الحقيقي في التعليم وزيادة الإنفاق على التعليم والبحث العلمي حتى في الظروف الاقتصادية الصعبة، والاهتمام بالارتقاء بمهنة المعلم، وكذلك تحسين وضع المدرسة في العالم العربي.

وقال إن مشاكل العالم العربي الفكرية صعبة ولكنها ليست مستحيلة، وأن حلها يتطلب تغييرا مجتمعيا كي تصبح المعرفة هي الهوية الوطنية، وعودة العلماء العرب من الخارج للمساهمة في نهضة حضارية حقيقة لوطننا العربي، وكانت الريادة للمدينة التعليمية في قطر في هذا الشأن، حيث استقطبت منذ تأسيسها العديد من العلماء العرب المهاجرين وقامت بتوطينهم، لتأتي نماذج أخرى في الجامعات العربية تقتدي بهذه التجربة الفريدة التي أتمنى أن يتسع تطبيقها، مؤكدا أن نجاح هذه التجارب مرتبط بمدى ارتباط البحوث المقدمة بالواقع الاجتماعي ومع ضرورة أن يهتم الإعلام العربي بتوفير مساحة للعلم وأثره على المجتمع.

ودعا حجي إلى ضرورة دخول العالم العربي بقوة إلى دارسة الفضاء وأنه ضرورة لفهم التطور المناخي طويل المدى لكوكب الأرض، فمثلا عندما ندرس كيف اختفت المياه من على سطح كوكب المريخ يعطينا ذلك صورة عن مستقبل الأرض، مشددا على أن هذه البحوث ليست ترفا بل ضرورة حياتية.

وتابع آن الأوان أن يدخل العالم العربي بقوة في علوم الفضاء، لأن فهم الكواكب يرتبط بفهم كوكب الأرض، ولذلك فإن وكالات الفضاء العالمية تستثمر جزءا كبيرا من ميزانيتها لدراسات التغير المناخي والذي أصبح يشكل نصف ما تقوم به وكالات الفضاء العالمية من أبحاث.

وكان الدكتور عصام حجي مدير برنامج علوم الأرض بمعهد قطر لبحوث البيئة والطاقة التابع لجامعة حمد بن خليفة قد ترأس فريقا بحثياً توصل خلال العام الماضي إلى أدلة قوية على وجود واحة في قطر يعود عمرها إلى نحو 3650 عاما، ونشرته المجلة الرسمية للجمعية الدولية لتحليل صور الأقمار الصناعية، مما يؤكد تغير عوامل الزراعة واستخدام المياه الجوفية في شرق شبه الجزيرة العربية على مر التاريخ واستمرار هذه التغيرات ليومنا هذا.

وجاء الاكتشاف بالمصادفة في إطار مشروع كبير يهدف إلى فهم حركة المياه الجوفية وحركة السواحل في قطر، والارتباط بينهما.

 


الكلمات المفتاحية

ثقافة, قطر, علوم
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق