06 يونيو 2023

رئيس جمهورية قيرغيزيا لـ قنا: سمو الأمير أول قائد عربي يزور قيرغيزيا في لحظة تاريخية ومهمة تفتح مستقبلا واعدا للتعاون

  • QNA Images
  • QNA Images

بيشكيك في 06 يونيو /قنا/ وصف فخامة الرئيس صادر جباروف رئيس جمهورية قيرغيزيا زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى بلاده بـ "التاريخية والمهمة"، خاصة أن سمو الأمير أول قائد عربي يقوم بزيارة الجمهورية القيرغيزية.

وقال فخامته في حوار مع وكالة الأنباء القطرية "قنا": إن الزيارة تحمل معنى تاريخيا، ليس على مستوى التعاون مع دولة قطر فحسب، بل على مستوى العلاقات التي تربط قيرغيزيا بالدول العربية.

وعبر عن ثقته بأن زيارة سمو الأمير المفدى، التي تتزامن مع الذكرى 25 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، "ستوفر فرصا جيدة، وتقدم دفعة قوية لتطوير التعاون الثنائي بين جمهورية قيرغيزيا ودولة قطر".

وقال فخامته: "أنا مسرور للغاية بزيارة أخي العزيز صاحب السمو أمير دولة قطر إلى قيرغيزيا، وإن التعاون بين البلدين يسير في الاتجاه الصحيح نحو التنمية المستمرة".

وأضاف أن الزيارة ستظهر الإمكانيات المتوفرة لتقوية أوجه التعاون، وستكون عاملا مهما لتنفيذ المشاريع الثنائية في المستقبل القريب، حيث من المنتظر التوقيع على عدة اتفاقيات في عدد من المجالات، بما يهيئ الظروف الملائمة للتعاون، حيث سيتم تنفيذ العديد من المشاريع في إطار هذه الاتفاقيات.

وأشار فخامته إلى عدد من اللقاءات التي جمعته مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في عدد من المناسبات الدولية، وأحدثها كان اللقاء في بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث تتم باستمرار مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين، وأضاف أن زيارة سمو الأمير لبيشكيك حاليا تتيح فرصة كبيرة للتعمق في بحث مختلف المسائل الثنائية ذات الاهتمام المشترك.

وأوضح فخامة الرئيس القيرغيزي لـ "قنا" أن الزيارة فرصة لكي يطلع سمو الأمير على الإمكانيات التي تتمتع بها قيرغيزيا، سواء من ناحية المناظر الطبيعية كالجبال الشاهقة، أو من ناحية المستقبل الواعد للبلاد التي تشهد تطورا شأنها شأن دول آسيا الوسطى، التي تتطور بشكل ديناميكي مستمر.

كما اعتبر أن زيارة سمو الأمير المفدى لبلاده تأتي في وقت مناسب لتعزيز التعاون بين البلدين، وأيضا للتعريف بالعادات والتقاليد العريقة التي تميز الشعب القيرغيزي، والتعرف على كل الإمكانيات الطبيعية في قيرغيزيا من جبال وأنهار وتجمعات مياه عذبة.

وشدد فخامة رئيس جمهورية قيرغيزيا على متانة العلاقات التي تجمع بلاده بدولة قطر، وقال: إن البلدين يعملان على تعزيز التعاون الثنائي بينهما والانتقال به إلى مرحلة جديدة، فإلى جانب الحوار السياسي تجرى مناقشات مهمة حول العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، فضلا عن التبادل الثقافي والاجتماعي، منوها بالدعم القطري العظيم لتنمية قيرغيزيا.

ولفت فخامته في هذا الإطار إلى أهمية إطلاق رحلات جوية مباشرة بين بيشكيك والدوحة كمحرك لتطوير التعاون، موضحا في هذا الإطار أنه سيتناول بالنقاش مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى كل المسائل التي تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية.

وشدد على أن قيرغيزيا وقطر تجمعهما الكثير من القواسم المشتركة من ثقافة وغيرها، كما تتصف العلاقات بين القيادتين في كلا البلدين بـ "الوثيقة والدافئة"؛ ولذلك هناك إيمان قوي بأهمية تطوير العلاقات بين البلدين، والتعاون ليس على المستوى الثنائي فقط بل في اتجاه التعاون المثمر في المشاريع الدولية كذلك.

وقال فخامة الرئيس القيرغيزي في هذا الصدد: إن التعاون بين الجمهورية القيرغيزية ودولة قطر له مستقبل كبير، وسيعود بمنفعة ثنائية، حيث هناك مجالات كثيرة للتعاون، ومنها المنتجات الطبيعية، وتنفيذ مشاريع الطاقة الكهرومائية، وتطوير مصادر الطاقة المتجددة في مجال "الطاقة الخضراء"، والتعاون في مجال السياحة البيئية.

وأضاف: "إنه مع الأخذ بعين الاعتبار أن موقع الجمهورية القيرغيزية في وسط منطقة "أوراسيا" (أوروبا وآسيا)، نحن نبحث عن طرق جديدة لمنطقة آسيا الوسطى للتطوير المشترك، ونعمل على المشاريع الكبيرة لتطوير طرق النقل والخدمات اللوجستية، مثل مشروع طريق سكك الحديد "الصين - قيرغيزيا - أوزبكستان"، حيث يفتح هذا المشروع الباب لعدة مشاريع كبيرة، ولدينا نية لمناقشة المشروع مع الجانب القطري".

كما أشار إلى أن بلاده تتجه نحو سياسة التحول الرقمي، وتعمل في مشاريع مشتركة مع العديد من الشركات الناشئة، لافتا إلى حديقة تكنولوجيا المعلومات للجمهورية القيرغيزية التي قال إنها أصبحت من المراكز المشهورة في العالم، وبالتالي فإنه توجد فرص في مجال الأعمال المشتركة في هذا القطاع، ودعم الشركات الناشئة بخبرات دولة قطر في هذا المجال.

وفي مجال التعاون السياسي، قال فخامة الرئيس صادر جباروف رئيس جمهورية قيرغيزيا في حوار مع وكالة الأنباء القطرية قنا: إن سياسة بلاده الدولية تقوم على الاحترام المتبادل، وتستند إلى مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مع السعي إلى التنمية المستقرة مع الدول المجاورة في المنطقة.

وأضاف أن قيرغيزيا وقطر تدعمان بعضهما البعض في إطار المنظمات الدولية، ولديهما وجهات نظر مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتسعى الدولتان للعمل المشترك على مواجهة تحديات جديدة، إلى جانب صياغة جديدة للتعاون بين دول آسيا الوسطى ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وتحدث فخامة الرئيس القيرغيزي عن الدور المهم الذي تلعبه دولة قطر في مجال السياسة الدولية، منوها بالسياسة الخارجية التي تتبعها وتتسم بالمبادئ الثابتة وفي الوقت نفسه بالمرونة.

وقال: "نقدر دولة قطر على المستوى الدولي في السنوات الأخيرة تقديرا عاليا، لا سيما دورها في الوساطة، بالإضافة إلى ذلك، أود أن أسلط الضوء على المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة قطر إلى البلدان في جميع أنحاء العالم، كما تقدم دعما لا يقدر بثمن وفي الوقت المناسب للبلدان المحتاجة، وتساهم قيادة دولة قطر بشكل كبير في برامج التنمية في العالم بأكمله".

واستعرض فخامة الرئيس القيرغيزي جملة المباحثات، التي من المنتظر أن يجريها مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وأبرزها التأكيد على أهمية التعاون في المجالين الاقتصادي والاستثماري، والذي سيحقق الكثير من النجاح.

وأضاف في هذا الإطار: "نحن مهتمون بالتعاون مع دولة قطر في مجال تنفيذ المشاريع الكبيرة الواعدة، ومن المهم مراقبة ديناميكية التنمية في الجمهورية القيرغيزية وآسيا الوسطى بشكل عام، وبالتالي أدعو إلى التركيز على المشاريع التي ستعطي زخما جديدا لبلدنا ومنطقتنا".

وشدد على أهمية الاستثمار في قطاع الطاقة، موضحا أن الجمهورية القيرغيزية غنية بالمياه المعدنية والأنهار، ويتم الحصول على 90 بالمائة من الطاقة الكهربائية المولدة من المياه الجارية، ومع ذلك فإن بلاده تستخدم 10 بالمائة فقط من إمكانياتها في إنتاج الطاقة.

ولفت إلى مفاوضات أولية تجري بين الجانب القيرغيزي وشركة نبراس للطاقة، للتعاون في هذا المجال، حيث تحظى هذه المفاوضات بمتابعة شخصية من طرفه.

كما أوضح أن بلاده بدأت مشاريع مهمة وكبيرة في مشاريع الطاقة، وتم إطلاق سياسة تعريفية جديدة لتطوير القطاع، مؤكدا أن مثل هذه الخطوات تخلق فرصا للمستثمرين، خاصة مع التخطيط لبناء العديد من محطات الطاقة الكهرومائية الكبيرة، ومحطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

وأكد فخامة الرئيس صادر جباروف رئيس جمهورية قيرغيزيا، في ختام حواره مع "قنا"، أنه يتم تنفيذ إصلاحات عديدة، وتقديم حوافز جديدة، ودعم أفكار إبداعية لجذب الاستثمارات التي ستفيد ليس قيرغيزيا فحسب، بل المنطقة بأكملها، وبالتالي فإن زيارة سمو الأمير المفدى ستكون دافعا قويا في هذا الاتجاه.

الكلمات المفتاحية

عام, قطر
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق