05 مارس 2024

مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط يناقش أمن المعابر والممرات البحرية وعلاقته بالأمن الوطني والاستقرار العالمي

  • QNA Images
  • QNA Images

الدوحة في 05 مارس /قنا/ ناقش مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط الذي عقد اليوم ضمن فعاليات النسخة الثامنة من معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري ديمدكس 2024 مجموعة من القضايا والتحديات الراهنة التي يشهدها عالم اليوم ومنها أمن المعابر والممرات البحرية ومفهوم الأمن البحري وعلاقته بالأمن الوطني وتأمين الكابلات البحرية وتكنولوجيا الأمن السيبراني ودورها في قطاعات الأمن والدفاع.

وأكد المتحدثون في المؤتمر الذي عقد اليوم تحت عنوان "آفاق النمو الاقتصادي في ظل التحديات الأمنية وتأثيرها العالمي" أن أمن الممرات البحرية يشكل ركيزة أساسية في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي العالمي وضمان التدفق المتواصل للتجارة العالمية وغالبا ما تكون هذه الممرات نقاطا محورية للتوترات الجيوسياسية والدبلوماسية الدولية لذلك فإن أمن هذه الممرات والمعابر البحرية بالغ الأهمية ليس فقط لاستدامة التجارة الدولية لكن أيضا للأمن الوطني والاستقرار العالمي.

وبينوا أن أكثر من 80 بالمئة من التجارة العالمية وأكثر من 80 بالمئة من النفط والغاز تمر من المعابر البحرية وأن 95 بالمئة من البيانات والمعلومات تنتقل عبر الكوابل البحرية وأن الحفاظ عليها أمر حيوي للحفاظ على الأمن العالمي والاستقرار الاقتصادي مشيرين إلى أن النزاعات الحدودية في العديد من مناطق العالم أبرزت البعد الجيوسياسي للأمن البحري مما أثر على حرية الملاحة وسرع سباق التسلح واستعراض القوة البحرية وأبرز أهمية التوازن الاستراتيجي للقوة البحرية، مشددين في الوقت ذاته على ضرورة أن تتم معالجة هذه التحديات بشكل جماعي ووفق توازن دقيق.

ونبه المتحدثون في المؤتمر إلى أن مواجهة تحديات الأمن البحري تتطلب استراتيجية شاملة متعددة الأوجه وتعاونا إقليميا ودوليا، وتشمل هذه الجهود المشتركة وضع الأطر القانونية الدولية والتحالفات الأمنية والإقليمية والدوريات البحرية وأن جوهر الاستراتيجية الشاملة للأمن البحري يتمثل في الإدراك التام بأن الأمن البحري لا يقتصر من حيث المسؤولية على القوات البحرية فحسب بل يتطلب التعاون بين مختلف القطاعات والتخصصات ويستلزم التنسيق بين القوات البحرية الوطنية وحرس السواحل ووكالات إنفاذ القانون البحري فضلا عن المنظمات الدولية والقطاع الخاص والجهات البيئية.

وأكد الخبراء على أن الإطار القانوني يؤدي دورا محوريا في هذه الاستراتيجية الشاملة حيث تيسر القوانين والاتفاقيات الدولية التعامل الدولي، وترسم الحدود البحرية وتضع مبادئ توجيهية لإدارة الموارد والثروات البحرية، لافتين إلى أن النهج الشامل للأمن البحري يؤكد على التعاون الاقليمي وتعزيز القدرات البحرية للدول ذات الموارد المحدودة.

ونوه المتحدثون في المؤتمر بأن الاستراتيجية الشاملة تدمج العناصر العسكرية والقانونية والتكنولوجية والبيئية ومن خلالها ينقل المجتمع الدولي المصالح البحرية العالمية بشكل أفضل ويضمن تدفق التجارة العالمية، فالتعامل الدبلوماسي والمعاهدات الدولية المشتركة تؤدي دورا حاسما في الحفاظ على التوازن الاستراتيجي الذي يقود إلى الاستقرار العالمي والإقليمي.

وفي هذا الإطار أعرب سعادة اللواء ركن دكتور (جو) راشد بن حمد النعيمي قائد مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة عن سعادته باستمرار مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة في استضافة هذا المؤتمر المصاحب لمعرض ديمدكس، موضحا أن المؤتمر هذا العام ناقش مجموعة من أبرز الموضوعات الجادة والمستجدة على واقع الأمن البحري وحدود تأثيره على نمو وانتعاش الاقتصاد العالمي بمشاركة نخبة من القامات العلمية الرفيعة وذوي الخبرة المستنيرة.

وقال قائد مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة "على الرغم من أننا نعيش عالما تشابكت عراه ومصالحه وانصهرت معه الأجيال المتتالية لتقنيات الاتصالات والمعلومات، وبالرغم من أن قوة الانترنت اختزلت المكان والزمان وتكاد تكون جزءا يضاف إلى حواس البشر، يبقى البحر هو المقوم الاستراتيجي الأهم والعنصر الأبرز في الجغرافيا السياسية والمحرك السياسي للجهات ذات العلاقات بين الدول، وأمام هذه الحقيقة استهل المؤتمر أول محاوره بمفهوم الأمن البحري الذي بات يمثل واحدا من أهم الإضافات إلى مفردات الأمن الدولي، وما يحمله هذه المفهوم من أهمية بالغة للأمن الوطني للكثير من الدول".

وتابع بأن المؤتمر ناقش مفهوما آخر يحقق الرؤية الكاملة للأمن البحري وهو القوة البحرية الضامنة للاقتصاد الأزرق، وضمن هذا الإطار يجب أن يتضمن مفهوم الأمن البحري نهج وتحقيق التوازن بين الأمن والتجارة الحرة من خلال مواجهة التحديات الكثيرة المرتبطة بالملاحة البحرية التي تتطلب نهجا شاملا يجمع بين التعاون الدولي والتكنولوجي والاتفاق على الأطر القانونية التي تضمن تجارة حرة بحرية آمنة.

وبين أن المؤتمر تناول التوازن الاستراتيجي البحري وتأثيره المستمر على موازنات الدفاع وأن منطقة آسيا والمحيط الهادي تجسد مثالا حيا لمثل هذا النوع من المنافسة المحتدمة وأن هذه المنافسة تتجسد في البحرين المتوسط والأحمر والخليج العربي وصولا إلى البحر الأسود.

ونوه سعادته إلى أنه مع تزامن عمليات "رقمنة" الصناعات البحرية أصبحت مفاهيم مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني من المفاهيم التي تستحق أن يفرد لها محور مستقل، فلا تزال التهديدات السيبرانية قادرة على تعطيل عمليات السفن ومعلوماتها الحساسة التي تؤدي إلى أضرار مادية بالغة، لذا خصص المؤتمر نقاشا خاصا حول تكنولوجيا الأمن السيبراني ودورها في قطاعات الأمن والدفاع، وكذلك لم يغفل مناقشة مفهوم السلامة البحرية الضرورية لحماية البيئة كمنع الأضرار التي قد تسببها عمليات شحن المواد الخطرة أو المخاطر البيئية الناجمة عن التغير المناخي كظاهرة الاحتباس الحراري وآثارها الخطيرة وغيرها الكثير.

ولفت قائد مركز الدراسات الاستراتيجية بالقوات المسلحة إلى أن مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط ناقش عمليات حماية الكابلات البحرية وهي من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم فهي مسؤولة عن نقل أكثر من 95 بالمئة من تدفقات البيانات والاتصالات الدولية وأي خلل بها قد يؤدي إلى تعطيل الاتصالات الاقتصادية العالمية بشكل خطير، كما قاد هذا النقاش إلى محور أزمة الممرات الملاحية الدولية التي تحظى بأهمية استراتيجية نظرا لتأثيرها الكبير على الاقتصاد العالمي على اعتبار أنها تمثل نقاط اختناق يسهل السيطرة الاستراتيجية عليها من قبل كيانات وجماعات معادية، مشيرا إلى أن المؤتمر ناقش كذلك موضوع الجرف القاري وانعكاسه على الأهمية السياسية للدول والحقوق السيادية عليه إذ يحتوي على أكثر رواسب النفط والغاز ويعد من أهم مناطق صيد الأسماك في العالم.

من جانبه أكد سعادة اللواء الركن بحري عبدالله بن حسن السليطي قائد القوات البحرية الأميرية أن الأمن البحري اليوم بات أمرا بالغ الأهمية حيث تمثل البحار والمحيطات أهم الطرق لنقل التجارة العالمية بين الدول، كما يسهم القطاع البحري بشكل كبير في الاقتصاد العالمي، ويواجه استمرار هذه الممرات البحرية تحديات ناتجة عن أزمات متعددة تسبب إغلاق المعابر وتخلق إرباكا اقتصاديا عالميا لذا أصبح من الضروري التأكد أن البيئة البحرية آمنة ومأمونة، وهو أمر يمكن تحقيقه من خلال تعزيز وترسيخ التنسيق المشترك بين كافة الجهات المعنية بما فيها القوات البحرية وحرس السواحل ووكالات إنفاذ القانون البحري فضلا عن المنظمات الدولية والقطاع الخاص والجهات البيئية.

وأضاف سعادته أن هذه النسخة من المؤتمر والتي تعقد تحت عنوان "آفاق نمو الاقتصاد في ظل التحديات الأمنية وتأثيرها العالمي" تناولت أهم القضايا في أمن الممرات المائية وسلامة النقل البحري وتأثيراتها على الاقتصاد والنمو العالمي وناقشت التداعيات الاقتصادية والإقليمية والعالمية جراء التحديات البحرية المختلفة، واستعرضت الرؤى العميقة والمعارف الواسعة للخبراء والمتخصصين للاستفادة من خبراتهم العلمية وتجاربهم حول كيفية التعامل مع هذه التحديات.

ولفت سعادة اللواء الركن بحري عبدالله بن حسن السليطي إلى أن المؤتمر سلط الضوء على تأثير الاقتصاد العالمي جراء أزمة الممرات البحرية الدولية، بالإضافة إلى التكنولوجيا المتقدمة ودورها في قطاعات الأمن، ودور الذكاء الاصطناعي في تعزيز أمن المعابر المائية.

ووجه سعادته الشكر لجميع المتحدثين الذين أثروا جلسات المؤتمر بآرائهم وتجاربهم وشاركوا معارفهم وتبادلوا الخبرات والتجارب للتعامل مع أحدث المستجدات التي يواجهها العالم، معربا عن ثقته بأن تكون نسخة هذا العام من المؤتمر حافلة بالنتائج الإيجابية التي تلبي تطلعاتنا وطموحاتنا في توفير عالم أكثر أمنا واستقرارا خاصة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وتأثيراتها التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم.

الكلمات المفتاحية

عام, قطر
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق