15 يونيو 2023

قطر والعراق.. علاقات أخوية وطيدة وفرص اقتصادية واعدة

  • QNA Images
  • QNA Images

الدوحة في 15 يونيو /قنا/ تندرج زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، الرسمية لجمهورية العراق الشقيق، في إطار العلاقات الأخوية والتاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين.

وتأتي زيارة سمو أمير البلاد المفدى للعاصمة العراقية تلبية لدعوة من دولة السيد محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي، وسيبحث سموه خلالها مع دولة رئيس الوزراء العراقي تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، بالإضافة إلى مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتكتسب زيارة سمو الأمير لبغداد أهمية خاصة لتزامنها مع العديد من التطورات والمستجدات الهامة التي تشغل المنطقة والعالم، والتي تتطلب التنسيق والتشاور على أعلى المستويات، ومن المنتظر أن تسهم الزيارة في رفع مستوى التنسيق بين البلدين تجاه مختلف قضايا الساعة عبر التشاور الثنائي وفي المحافل العربية والدولية، كما ينتظر أن تسهم بفتح الآفاق أمام التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، وبما يخدم المصالح المشتركة لشعبيهما الشقيقين.

وتجمع الدولتين علاقات متميزة ومتينة وراسخة، تستند لوحدة المصير والمصالح والأهداف والطموحات المشتركة والتعاون الأخوي والتاريخ المشترك الذي يجمع البلدين الشقيقين.

وتربط الشعبين القطري والعراقي علاقات أخوية متميزة، مبنية على أواصر التقارب والترابط الاجتماعي والقواسم المشتركة، وتشهد العلاقات على المستوى الرسمي نموا مطردا انطلاقا من المصالح المشتركة والثابتة بين البلدين الشقيقين، والتي تزداد رسوخا مع مرور الأيام.

وتشهد العلاقات بين الدوحة وبغداد اتصالات متواصلة رفيعة المستوى بين قيادتي البلدين، وعلى المستويات الوزارية المختلفة، وذلك في سياق التشاور والتنسيق بين الطرفين لما فيه مصلحة البلدين وشعبيهما الصديقين، وبما يخدم السلام والأمن والاستقرار والازدهار في المنطقة والعالم، كما تنظم العلاقات الثنائية مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في العديد من المجالات.

وتعتبر زيارة سمو الأمير للعاصمة العراقية، الزيارة الثانية التي يقوم بها سموه لجمهورية العراق بعد زيارته لها، للمشاركة في أعمال مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في أغسطس من عام 2021، وذلك في مؤشر على مدى الترابط بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وقد ألقى سموه كلمة في الجلسة الافتتاحية لذلك المؤتمر ثمن فيها الجهود التي بذلت لإرساء الأمن والاستقرار في العراق، ومواصلة بناء مؤسسات الدولة وتكريس استقلال العراق وترسيخ سيادته الوطنية.

وعبر سمو الأمير في كلمته عن إيمان دولة قطر بأن العراق مؤهل للقيام بدور فاعل في إرساء الأمن والسلم في المنطقة، وقال سموه إن دولة قطر تحرص من هذا المنطلق على دعم العراق لاستعادة دوره ومكانته التي يستحقها على المستويين الإقليمي والدولي، كما تؤمن قطر أن أمن العراق واستقراره هو من أمن واستقرار بقية دول المنطقة.

وأكد سموه أن قطر ستواصل دعمها للشعب العراقي الشقيق ومساندته في تحقيق تطلعاته في السلام والأمان والتنمية. ودعا سمو الأمير في كلمته، المجتمع الدولي لتقديم الدعم اللازم للعراق، ليتمكن من استكمال إعادة بناء المؤسسات المدنية والعسكرية، لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المنشودة للشعب العراقي الشقيق بعد طول المعاناة.

وجدد صاحب السمو التأكيد على أن دولة قطر لن تألو جهدا في الوقوف بجانب العراق الشقيق وتقديم الدعم للأشقاء العراقيين، ومساندتهم في جهودهم لتحقيق النهضة الشاملة في بلدهم، راجيا أن يسهم المؤتمر في تحقيق بيئة إقليمية مساندة لهذه الأهداف المنشودة والغايات النبيلة.

وفي سبتمبر من عام 2021، شاركت دولة قطر في الاجتماع الوزاري لمتابعة مؤتمر بغداد، من أجل التعاون والشراكة، الذي نظم بالشراكة بين العراق وفرنسا، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ/76/ للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، ومثل دولة قطر في الاجتماع سعادة السيد سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية، وفي مداخلة لسعادته خلال الاجتماع، جدد المريخي موقف دولة قطر الذي يؤكد على ضرورة التمسك بوحدة العراق الوطنية وسيادته، وتحقيق كل الشروط اللازمة للحفاظ عليها، لاسيما تعزيز مؤسسات الدولة ووحدة السلاح الشرعي تحت سيادة الدولة، وأكد التزام دولة قطر المتجدد، كدولة شقيقة لجمهورية العراق، بدعم كل ما يصب في مصلحة ذلك البلد وشعبه الشقيق.

وفي ديسمبر الماضي، شاركت دولة قطر في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد بالمملكة الأردنية الهاشمية، وترأس وفد دولة قطر في المؤتمر، معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث ناقش المؤتمر سبل دعم العراق وسيادته وأمنه واستقراره، إلى جانب تطوير آليات التعاون الإقليمي معه بما يعزز الأمن والاستقرار، كما تناول التحديات التي تتعلق بالأمن الغذائي، والأمن الدوائي، وأمن الطاقة في المنطقة والعالم.

وخلال زيارته للعاصمة العراقية في مارس من عام 2021، أكد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، أن دولة قطر تسعى للاستثمار في مشاريع بالعراق توفر فرص عمل ووظائف، قائلا معاليه، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سعادة السيد فؤاد محمد حسين وزير خارجية جمهورية العراق الشقيق، إنه بحث مع كبار المسؤولين هناك كيفية تنمية وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، معلنا أنه تم الاتفاق على إعادة تفعيل التعاون الاقتصادي بين قطر والعراق. وأعرب معاليه عن تطلعه لتوسيع آفاق الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع جمهورية العراق الشقيقة، مشيرا إلى أن هناك فرصة لدعم استقرار العراق من خلال تقديم المشاريع وخلق فرص وظيفية وأن تكون هذه المشاريع ذات منفعة للشعبين والبلدين.

وكانت دولة قطر قد شاركت في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق في فبراير من عام 2018، وأعلنت خلاله تقديم حزمة قروض واستثمارات في مشاريع البنى التحتية وإعادة الإعمار في جمهورية العراق الشقيقة بقيمة مليار دولار، انطلاقا من حرصها الثابت على مساعدة الشعب العراقي الشقيق.

كما قدمت دولة قطر على المستوى الحكومي وغير الحكومي، كافة أشكال الدعم الإنساني للعراق الشقيق من خلال المشاريع الإنسانية الإغاثية والتنموية في التعليم والصحة وغيرها من المجالات.

وفي الثامن من يونيو الجاري، شارك سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، في الاحتفال الخاص بمناسبة البدء في تنفيذ مشروع الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي مع شبكة كهرباء العراق، والذي أقيم في مدينة الدمام بالمملكة العربية السعودية. ويعتبر هذا المشروع، الذي يموله كل من صندوق قطر للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، والمقرر الانتهاء من تنفيذه في أواخر العام 2024، هو الأول من نوعه الذي يجري تنفيذه خارج المنظومة الكهربائية لدول مجلس التعاون، حيث سيعمل على تلبية جزء من الطلب على الطاقة الكهربائية في جنوب العراق.

وأشار سعادة المهندس سعد بن شريدة الكعبي في تصريح بهذه المناسبة، إلى أن دولة قطر تدرك أهمية مد جسور التعاون والعمل المشترك على الصعيد العربي، وتبذل كافة الجهود الممكنة في إطار توجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في دعم المشاريع الاستراتيجية الكبرى من هذا النوع، والكفيلة بتعزيز أمن الطاقة لدول المنطقة، والذي ينعكس إيجابا على استقرارها وتحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتها كافة.


الكلمات المفتاحية

عام, ابحاث ودراسات

النشرة الإخبارية
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق