X
24 مايو 2022
21:59 م
رقم الخبر: 0112

لندن في 24 مايو /قنا/ كشف المارشال الجوي مارتن إليوت سامبسون كبير مستشاري وزارة الدفاع في المملكة المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أحد كبار ضباط القوات الجوية الملكية البريطانية، عن تسليم الدفعة الأولى من طائرات /التايفون/ إلى دولة قطر ابتداء من شهر أغسطس المقبل.

وأكد المارشال الجوي سامبسون، في حوار خاص مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، أن طموحات دولة قطر تتلاقى مع الطموحات البريطانية في بناء قوات متوازنة تتنوع بين القوات البرية والبحرية والجوية، لافتا إلى أن التنوع سيساعد في تعزيز أمن الإقليم بشكل كامل وليس في دولة واحدة أو اثنتين.

وأضاف أن قيادات القوات في قطر وبريطانيا تتفهم الاحتياجات من حيث التدريب والمعدات، منوها بالتعاون بين البلدين في مجال الدعم البحري من اتفاقيات تعزز التعاون في برامج بناء السفن لتعزيز القدرات البحرية، فضلا عن التعاون في مجال الأمن السيبراني والفضائي بين المؤسسات العسكرية في البلدين.

ونوه بأن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة المتحدة من شأنها إعطاء دفعة كبيرة للارتقاء بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب وجعل مستقبل التعاون بين البلدين أكثر ازدهارا، لا سيما في ظل ما تتمتع به قطر وبريطانيا من طموحات كبيرة لتحقيقها في المستقبل.

وأكد أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين البلدين في أبريل من العام الماضي تأخذهما إلى مستوى أعلى نحو تحقيق علاقة فريدة من نوعها، لافتا إلى أن بريطانيا تتعاون في مجال /السرب المشترك/ مع دولتين فقط في العالم ودولة قطر إحداهما.

وتابع: "قطر كدولة طموحة تقوم بتدريب الأجيال الجديدة من الطيارين. فسرب التايفون الحادي عشر هو السبيل لنقل الخبرات لأقرب أصدقائنا ولتدريب طياريهم المستقبليين، ونحن نتشرف باستضافة 9 طائرات /هوك/ تابعة للقوات الجوية الأميرية القطرية، وهو التزام طويل الأمد يمتد لست سنوات وهذا يساعد على توسيع عملية التدريب. فالفوج الأول من الطيارين يستخدم الطائرات الآن بالفعل، والفوج الثاني في طريقه لذلك أيضا".

وأوضح أن مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين ليست مخصصة لتدريب واحد فقط، فالبلدان لديهما رؤى مشتركة للأمن في المنطقة، لذلك تم بناء شراكات طويلة الأمد من خلال هذه المذكرة. واعتبر أن "أفواج الطيارين المختلفة ستظل تتدرب جيلا بعد جيل لمدة 35 عاما على طائرات /التايفون/ التي تمتلك امكانيات خاصة مثل التزود بالوقود جوا، وهو ما سيساعد القوات الجوية الأميرية القطرية في بلوغ مستوى أعلى في مجال القدرة القتالية".

وحول مقاتلات /التايفون/، قال إنها مميزة للغاية، والدول الأربع التي تشكل تحالف تصنيع المقاتلات، بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا، وضعت كل خبراتها ومعرفتها وقواعدها الصناعية مجتمعة في مقاتلة واحدة، فضلا عن وجود دول عديدة غير هذه الدول الأربع تقوم باستخدام هذه الطائرة المقاتلة"، مشيرا إلى أنه كطيار سابق قاد هذه المقاتلة، ويمكنه تأكيد إمكانياتها الكبيرة للغاية.

وأشار سامبسون إلى أنه يمكن تطويع إمكانيات هذه الطائرة لتلائم احتياجات القوات الجوية الأميرية القطرية، مضيفا "نحن في بريطانيا لدينا الخبرة والمعرفة التي تؤهل القوات لمعرفة كيفية جعل هذه الطائرة ملائمة للاحتياجات، وهذا ما يجعل هذه المقاتلة تتميز عن المقاتلات الأخرى، وإذا ما نظرنا إلى الدول الأخرى في المنطقة التي اشترت طائرات /التايفون/، نجد أن كلا منها طور استخدامها بما يلبي احتياجاته، وهي ميزة قد لا تكون متوافرة في العديد من المقاتلات الأخرى".

وتابع : /التايفون/ أثبتت جدارتها في الحرب والسلم، فهذه الطائرة المقاتلة ساهمت في الدفاع عن سماء المملكة المتحدة وسماء الدول الصديقة، وهي طائرة ما زالت تقوم بمهام في تتبع واستهداف فلول تنظيم /داعش/ في المنطقة".

وبشأن التعاون في تدريب الطلاب القطريين في الأكاديميات العسكرية البريطانية، أعرب المسؤول العسكري البريطاني عن فخره بثقة الدول الصديقة في تدريب أجيال وقيادات المستقبل بالأكاديميات العسكرية البريطانية، لافتا إلى أن الطلبة القادمين من الدول الحليفة يأتون بخبرات تفيد أقرانهم من الطلاب البريطانيين في القوات البرية والبحرية والجوية. وقال: "من المثير للاهتمام متابعة مدى التطور الذي وصل إليه الطلاب القطريون في هذه الأكاديميات العسكرية، وهناك العديد من الطلاب القطريين الذين درسوا في هذه الأكاديميات وأعرفهم منذ عشرين أو ثلاثين عاما".

واعتبر كبير مستشاري وزارة الدفاع في المملكة المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن القوات المسلحة القطرية حققت تطورا هائلا على مدار السنوات الماضية، موضحا أن التطور الذي حققته القوات القطرية ليس فقط على مستوى العتاد العسكري والمعدات، وإنما أيضا في مجالات التدريب والتعليم وفي القيادة والسيطرة وكذلك في كل الأوجه المتعلقة بالدفاع. وأضاف: هناك نهج شامل تتبعه القوات القطرية للعب دور مع الشركاء في المنطقة ومع الدول الصديقة مثل المملكة المتحدة. وهذا الأمر هو ما يلفت النظر في تطور القوات المسلحة القطرية".

وأشار إلى أنه يمكن رؤية هذا التطور في التدريبات العسكرية والتخطيط واللوجستيات التي جرت حتى الآن في الاستعداد لاستضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، لافتا إلى أن دولة قطر تسعى إلى إقامة علاقات وشراكة شاملة ومتوازنة ومتميزة مع المملكة المتحدة، "فبعض البلدان قد يريد فقط شراء دباباتنا أو طائراتنا أو سفننا، ولكن شراكتنا مع أصدقائنا تأخذنا إلى مستويات أخرى على المدى البعيد، والقوات القطرية تفكر دائما على المدى البعيد".

وحول التعاون العسكري والأمني خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، نوه بتقديم بلاده الدعم في مجالي الدفاع والأمن فيما يتعلق بالبطولة، وذلك من خلال خبراتها المتراكمة من خلال استضافة أولمبياد لندن 2012، والتي كان خلالها قائدا لمقاتلات سرب /التايفون/ المسؤول عن تأمين الأجواء البريطانية خلال البطولة. وشدد على أن بريطانيا تريد لدولة قطر تحقيق نجاح باهر في استضافة البطولة، وأن تكون البطولة مبهرة وغير مسبوقة.

وخلص كبير مستشاري وزارة الدفاع في المملكة المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، في حواره الخاص مع /قنا/، إلى أن التعاون خلال استضافة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 ليس نهاية للشراكة بين البلدين، وانما ستكون البطولة فرصة لتعكس مدى التعاون بين البلدين، لافتا إلى أن هذا الحدث الكبير سيشكل دفعة جديدة للتعاون المستقبلي لتحقيق أهداف أخرى مشتركة.

وأكد أن البطولة ستكون نقطة الانطلاق وليست نقطة النهاية لكل ما نقوم به معا من أنشطة وفعاليات، فهناك فرص كبيرة للتعاون بعد المونديال.. موضحا أن دولة قطر ستقوم بالدور الرئيسي والأهم في تأمين المونديال، "ونحن سنقوم بكل ما بوسعنا لكي تكون قطر في أفضل وضع عندما تستضيف المونديال، هناك بعض الجوانب التي سنساهم في دعمها فيما يتعلق بتأمين كأس العالم، وسنوفر أيضا بعض الخبراء في بعض الجهات التي تحتاجها قطر، فعلاقاتنا متميزة للغاية وقائمة على الشراكة ومتنوعة".


الكلمات المفتاحية
عام, قطر
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق