الدوحة في 19 يوليو /قنا/ شكل فوز البطل القطري معتز برشم بالميدالية الذهبية في مسابقة الوثب العالي ببطولة العالم لألعاب القوى، المقامة بمدينة يوجين الأمريكية، انطلاقة جديدة في مسيرة صائد الذهب، الذي بات أفضل رياضي في تاريخ "أم الألعاب" منذ انطلاق أول مسابقة في الوثب العالي قبل ما يربو على الثمانين عاما.

ونجح برشم -صاحب الـ 31 عاما- في الفوز بذهبية بطولة العالم، ليكون أول لاعب في التاريخ يحقق اللقب ثلاث مرات في المسابقة؛ حيث لم يسبق لرياضيي الوثب العالي الفوز باللقب مرتين، غير أن البطل القطري فعلها ثلاث مرات في نسخ : لندن 2017، والدوحة 2019، ويوجين الأمريكية 2022، ليصبح أسطورة حية في تاريخ ألعاب القوى.

بجانب الميداليات الملونة على المستوى الأولمبي والعالمي والقاري والإقليمي ولقاءات الدوري الماسي لألعاب القوى، حقق برشم ما لم يحققه رياضي من قبل في مسابقة الوثب العالي.

ونافس البطل القطري نفسه في بطولات العالم ودورات الألعاب الأولمبية وهو يحطم الأرقام، ويكتب التاريخ في مسابقة الوثب العالي؛ حتى صنف كأفضل رياضي في الوثب العالي في تاريخ ألعاب القوى من واقع تطوره في المستويات منذ اللعب في فئات الناشئين والشباب، ثم فئة العموم "الكبار" التي يشارك فيها منذ العام 2013.

سجل برشم الميدالية الذهبية الثالثة على مستوى بطولات العالم المفتوحة بعد أن امتلك ذهبية بطولة العالم داخل الصالات في العام 2014 ببولندا.

ويبدو ارتباط البطل القطري بالأرقام وثيقا من خلال مسيرته في ألعاب القوى منذ العام 2010، حيث شهد هذا العام بزوغ موهبته وهو يشارك في بطولة العالم لألعاب القوى داخل الصالات بالدوحة، وقد حل وقتها ثامنا في الترتيب بارتفاع (2.23م) وهو في سن الـ 18، ليبدأ مسيرة نجاحه في التحليق في البطولات المحلية والقارية والإقليمية والدولية، وصل فيها لأفضل وثبة في تاريخ ألعاب القوى للعقود الثلاثة الأخيرة، وهي ارتفاع (2.43م) الذي سجله في بلجيكا عام 2014 كأفضل رقم في تاريخ المسابقة لجولات الدوري الماسي، وهو الرقم الأقرب من الكوبي خافيير سوتومايور صاحب الرقم القياسي للمسابقة، والذي ظل صامدا منذ العام 1993.

الرقم (2.37م) هو الارتفاع الذي ظل يحسم به معتز برشم السباقات نحو الميداليات الذهبية، حيث حملت ميدالياته الذهبية هذا الرقم في بطولات العالم داخل الصالات وخارجها؛ فذهبية بطولة العالم في لندن 2017 بالرقم نفسه، وهو ذاته الذي حسم به ذهبية بطولة العالم بالدوحة، وهو نفسه الذي توج به في أمريكا.

ويملك برشم سلسلة من النجاحات بدأت في العام 2010، حينما أحرز الميدالية الذهبية لبطولة العالم للشباب بكندا بالرقم (2.31م)، وهو الرقم نفسه الذي توج به في بطولة آسيا للشباب في العام ذاته 2010.

ويحمل برشم الرقم القياسي لبطولة آسيا داخل الصالات (2.37م) الذي سجله بمدينة هانزوا الصينية 2014، فضلا عن أنه أفضل رقم آسيوي يسجل داخل الصالات.

إنجازات برشم على مستوى دورات الألعاب الرياضية في (الأولمبياد ودورة الألعاب العالمية العسكرية ودورة الألعاب الآسيوية) حافلة بالميداليات الذهبية وتسجيل الأرقام المختلفة، حيث سجل برشم أفضل وثبة في تاريخ الألعاب الآسيوية عام 2014 بكوريا الجنوبية ، ودورة والألعاب العسكرية بالبرازيل 2011 برقم قدره (2.31م).

وصنف الاتحاد الدولي لألعاب القوى البطل القطري أنه الأفضل في تاريخ أم الألعاب منذ انطلاقة أول مسابقة في الوثب العالي قبل ما يربو على الثمانين عاما؛ إذ إنه الوحيد الذي نافس نفسه في الوثب العالي، وبات أيقونة يقتدي بها عشاق الوثب العالي من الأجيال القادمة.

وسجل برشم، الذي تم تأسيسه وفق برنامج علمي وعملي مدروس بأكاديمية التفوق الرياضي /أسباير/، أفضل رقم في المسابقة في بلجيكا عندما اقترب من تحطيم الرقم القياسي بفارق سنتمترين فقط، حيث سجل برشم (2.43م)، بينما الرقم القياسي (2.45م).

وأشعل برشم حماس محبي ألعاب القوى في العالم بقفزاته الهائلة ومستواه المتطور حسب تصنيف اللجنة الفنية للاتحاد الدولي لألعاب القوى في ألعاب الميدان، حيث يتبع البطل القطري تكنيك الريشة المعروف لدى الفنيين في ألعاب القوى في مسابقات القفز.

ويعد برشم نموذجا للبطل صاحب الإرادة القوية والصبر، فقد تعرض لإصابة في وتر القدم في العام 2017 في لقاء هنغاريا الدولي وهو يحاول تحطيم الرقم القياسي وقتها، وكادت تودي الإصابة بمستقبله الرياضي، غير أنه واصل العمل والتعافي وعاد للتتويج بالذهب في بطولة العالم بالدوحة، في حالة من حالات الإصرار والتحدي.

ورغم بداياته عداء في نادي الريان القطري، فإن برشم استجاب لنصح مدرب الفئات العمرية وقتها في النادي بأن يتجه للوثب بدلا عن الركض.

ويستلهم برشم إنجازاته من الدعم الكبير والرعاية اللامحدودة من المسؤولين بدولة قطر، واللجنة الأولمبية القطرية، واتحاد ألعاب القوى.

ويتميز البطل القطري بتواضع كبير دفع به لأن يرسخ معنى إنسانيا في التنافس الرياضي؛ عندما قبل بتقاسم الميدالية الذهبية مع منافسه الإيطالي جانماركو تامبيري في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو الصيف الماضي، لتصبح أول ذهبية مشتركة في تاريخ الوثب في العالم، في وقت كان فيه برشم قادرا على اقتناص الذهبية وحده، غير أنه رسخ لمعاني الروح الرياضية والتنافس الشريف.

وتدرج برشم في مسيرته مع الإنجازات منذ فئة الشباب ثم في العموم، فحقق الكثير من الميداليات الملونة، حيث فاز بالبرونزية في أولمبياد لندن 2012 قبل أن تتحول لفضية لاحقا بقرار من اللجنة الأولمبية الدولية، ثم الميدالية الفضية في أولمبياد ريودي جانيرو 2016 بالبرازيل، ثم الميدالية الذهبية في اولمبياد /طوكيو 2020/.

وتعليقا على الإنجاز، أشاد سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الأولمبية القطرية، بما حققه البطل القطري الأولمبي معتز برشم إثر فوزه فجر اليوم بلقبه الثالث على التوالي في بطولة العالم لألعاب القوى، بعد أن أحرز الميدالية الذهبية لمنافسات الوثب العالي في النسخة الثامنة عشرة للبطولة المقامة حاليا في مدينة /يوجين/ بولاية أوريغون الأمريكية.