X
27 أبريل 2023
10:16 ص
رقم الخبر: 0030

بيروت في 27 أبريل /قنا/ تعتبر الأشعة الشمسية أحد المصادر الرئيسية للحياة، حيث توفر الطاقة اللازمة للنباتات والحيوانات والبشر. وفي ظل ما يعاني منه لبنان من أزمة كهرباء وغلاء في مصادر الوقود اضطر العديد للبحث عن مصادر بديلة للطاقة، منها المولدات الخاصة والطاقة الشمسية وأساليب مبتكرة أخرى من أجل تسيير أمورهم اليومية.

وأمام هذا الواقع باتت كل الجهات تعاني ومنهم أصحاب المصالح الاقتصادية المعنيين بإنتاج السلع وخاصة الغذائية منها ومنهم أصحاب الأفران في ظل ارتفاع تكلفة صنع رغيف الخبز جراء ارتفاع أسعار الوقود.

وتعاني الأفران بدورها من أزمة شح المازوت المادة الضرورية لتشغيل الأفران حيث أوضح مدير أحد أفران الخبز "أنهم بحاجة شهريا إلى ما يفوق 30 ألف ليتر من المازوت" لتشغيل الفرن علما أن سعر صفيحة المازوت تخطى المليون ونصف المليون ليرة لبنانية وسعر قارورة الغاز تخطى المليون ليرة.

ويستخدم المازوت في تشغيل الأفران والمخابز وفي توليد الكهرباء لتعويض النقص فيها، وهو ما يحتاج إلى تكلفة باهظة مع ارتفاع أسعار المحروقات التي بات يتم تسعيرها يوميا تماشيا مع ارتفاع أسعار الدولار مقابل انخفاض الليرة اللبنانية.

وغالبا ما تتيح الأزمات والصراعات الفرصة أمام المبدع لمزيد من الأعمال الإبداعية وإنتاج الأفكار، ما يعني أن الإبداع عادة ما يولد من قلب الأزمات، وفي ظل أزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان وارتفاع تكلفة الوقود لتشغيل المولدات الكهربائية وتشغيل الأفران، استخدمت شركة "بارتنرز وذ صن" نظاما لتحويل الطاقة الشمسية إلى حرارة تصل إلى نحو 300 درجة مئوية. وهي الحرارة اللازمة لتشغيل فرن حراري هجين، حيث باتت الطاقة الشمسية مصدرا جديدا لتوليد الطاقة الحرارية في لبنان.

وفي هذا السياق قال توفيق حمدان مخترع فرن الطاقة الشمسية وأحد شركاء الشركة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ إن الشركة الناشئة تستهدف صناعة الأفران والمعدات التي تعمل بالطاقة الشمسية من أجل تشغيلها في قطاع صناعة الأغذية والمشروبات مثل المخابز ومعامل الألبان والأجبان.

وأوضح أن براءة اختراعه عبارة عن محطة لتوليد الطاقة من خلال الاستفادة من الطاقة الشمسية لإنتاج الحرارة المباشرة، حيث تستخدم هذه الحرارة بدورها لإنتاج الأغذية والمشروبات، وذلك وسط أزمة الكهرباء التي تعاني منها البلاد وارتفاع تكلفة الوقود لتشغيل المولدات.

وأوضح حمدان أن الفرن الحراري الشمسي، الموجود في قرية رمحالا الواقعة في محافظة جبل لبنان، يستخدم آلية مبتكرة للتبادل الحراري حيث تخضع براءة الاختراع الخاصة بها للمراجعة حاليا في هولندا.

وكشف أن أول فرن حراري شمسي كانت قد تمت تجربته في العام 2021، إلا أن فكرة تطوير الفرن الشمسي جاءت هذا العام مع تصاعد أزمة الكهرباء في لبنان، حيث تصل درجة حرارة الفرن إلى 300 درجة مئوية وهو يقوم بتحضير جميع أنواع المخبوزات مثل خبز السندويش والكرواسون وكل أنواع الحلويات.

وشدد حمدان على أن الفرن الحراري الشمسي يساعد على تقليل الأثر البيئي للأفران مقارنة مع تلك التي تعمل بالوقود. وكشف عن خطة توسعة في إطار عمل الشركة في مجال صناعة الأفران التي تعمل بالطاقة الشمسية والتي توفر الوقود وتناسب البيئة على حد سواء.. معلنا عن خطة الشركة للتوسع في أمريكا وأوروبا من أجل فتح فروع جديدة لها في ظل تشجيع هذه الدول للطاقة النظيفة.

وبالفعل أضحت الطاقة الكهربائية الناتجة عن الطاقة الشمسية بديلا اقتصادياً وصديقاً للبيئة؛ لأن الطاقة الكهربائية التقليدية تستخدم النفط ومشتقاته لإنتاج الكهرباء، وتكلفتها عالية على الدول والشعوب. وقد زاد الاعتماد على الطاقة الشمسية في العقدين الأخيرين لرخصها وسهولة توليدها وفوائدها العديدة.

وبدورهم، أكد مواطنون لبنانيون لـ/قنا/، أهمية تشغيل أفران تعمل على الطاقة الشمسية في ظل ارتفاع تكلفة سعر الرغيف جراء رفع الدعم عن الطحين، إلى جانب ارتفاع تكلفة الوقود والمازوت اللازم لتشغيل الأفران والمطاحن.

أمام هذا الواقع لم يكن أمام اللبنانيين من خيار سوى اللجوء إلى خيارات بديلة خاصة مع ارتفاع تكلفة الوقود، حيث أغلقت أفران عدة أبوابها في فترات متقاربة بسبب شح الوقود الضروري لتشغيلها.

ويعاني لبنان أزمة كهرباء أثرت سلبا على القطاعات الإنتاجية بالبلاد، وقد كلف قطاع الكهرباء عجزاً في الدولة اللبنانية بقيمة أكثر من 40 مليار دولار خلال السنوات القليلة الماضية، على الرغم من انعدام ساعات التغذية اليومية، حيث باتت المولدات الخاصة وألواح الطاقة الشمسية الخيار الأمثل لدى الأسر الميسورة أو المحدودة الدخل وباتت الإنارة التقليدية بمثابة الحل للأسر المتعففة.


الكلمات المفتاحية
عام, عربية, لبنان
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق