X
21 نوفمبر 2023
04:21 ص
رقم الخبر: 0008

جنيف في 21 نوفمبر /قنا/ قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير المعالم الأثرية الفلسطينية في قطاع غزة في إطار حربه الدموية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي على القطاع في استهداف صريح للإرث الحضاري الإنساني.

وأكد المرصد، في بيان على موقعه الإلكتروني، أن القانون الدولي الإنساني يحظر في كافة الظروف الاستهداف المتعمد للمواقع الثقافية والدينية (التي لا تشكل أهدافا عسكرية مشروعة ولا ضرورة عسكرية حتمية)، ولا سيما اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح والبروتوكول الثاني للاتفاقية لعام 1999.

ووثق المرصد هجمات جوية ومدفعية شنتها قوات الاحتلال على مواقع تاريخية عديدة تشكل الجزء الأبرز في التراث الثقافي في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع أثرية ومبان تاريخية ودور العبادة والمتاحف ما أدى إلى دمار وأضرار كبيرة فيها.

وأشار البيان إلى أن قوات الاحتلال استهدفت مسجدا تاريخيا وسط مدينة غزة، ودمرت مئذنته التي يعود تاريخ بنائها إلى 1400 عام، علما بأنه المسجد الأكبر والأقدم في قطاع غزة، بمساحة تبلغ نحو 4100 متر مربع، فيما كانت تبلغ مساحة البناء 1800 متر مربع.

ولفت أيضا إلى استهداف قوات الاحتلال ثلاث كنائس تاريخية في قطاع غزة، مضيفا: "بموازاة ذلك تعرضت معظم أجزاء البلدة القديمة لمدينة غزة وفيها 146 بيتا قديما إضافة إلى مساجد وكنائس وأسواق ومدارس قديمة وتاريخية لتدمير شبه كلي في هجمات جوية ومدفعية إسرائيلية".

ونوهت بأن الاحتلال دمر موقع /البلاخية/ الأثري، وميناء غزة القديم الأثري في شمال غرب مدينة غزة، والذي يعود بناؤه إلى 800 عام قبل الميلاد، وكان يعتبر من أهم المعالم الأثرية في غزة ومدرج على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي ولائحة التراث الإسلامي، كما دمرت طائرات الاحتلال الحربية /بيت السقا/ الأثري في حي /الشجاعية/ شرق مدينة غزة، والذي يعود تاريخ بنائه إلى 400 عام.

كما رصد المرصد أضرارا متفاوتة لحقت بعدة مواقع تراثية أخرى تعود لمئات السنين، بالإضافة إلى استهداف الاحتلال للمؤسسات العاملة في القطاع الثقافي، حيث دمر 6 مراكز ثقافية و5 دور نشر لبيع الكتب على الأقل، وتضرر متحف /القرارة/ الثقافي ومقتنياته بشكل بالغ، وتدمير متحف رفح، وغيرها من المقار ومراكز الثقافة والجمعيات والمؤسسات ذات العلاقة في إطار حملة تطهير ثقافي مروعة.

وأبرز المرصد الأورومتوسطي أن العمليات العسكرية المتعاقبة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة على مر السنين دمرت العديد من الأجزاء المهمة من تراثها المعماري الغني، إلا أن ما يجرى في الحرب الجارية يمثل مسح متعمد وممنهج لتاريخ وتراث المدينة.

وقال إن الاحتلال يستهدف بلا هوادة الإرث الثقافي الإنساني في غزة كونه يحمل قيما ومعالم أساسية للحفاظ على الهوية في إطار أوسع يتعلق بشن حرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في القطاع بغرض تهجيرهم قسريا وطمس هويتهم.

وشدد على أن تدمير واستهداف المواقع التاريخية والأثرية قد يرتقي إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، وانتهاكا صريحا لمعاهدة لاهاي المتعلقة بحماية الإرث الثقافي أثناء الصراعات المسلحة.

وأكد أن المواقع التراثية والتاريخية في غزة هي في الواقع ملك للإنسانية ولكل من يهتم بتاريخ الإنسانية وليس فقط للبلد الذي توجد فيه تلك المعالم ما يستدعى إطلاق تحقيق دولي محايد في انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لمحاسبته والضغط الفعلي عليه لوقف حربه المدمرة.


الكلمات المفتاحية
عام, دولية
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق