نيويورك في 31 أكتوبر /قنا/ أكدت دولة قطر أنها لن تألو جهدا لمواصلة حماية وتعزيز حقوق الطفل، وتوفير البيئة المؤاتية لهم وتمكينهم لإحداث تغييرات وبصمة إيجابية في المجتمعات.
جاء ذلك في بيان دولة قطر الذي ألقته الشيخة المها بنت مبارك آل ثاني، سكرتير ثان بالوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة خلال دورتها الـ79، حول البند (67) المعني بـ"تعزيز حقوق الطفل وحمايتها"، في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
وأشارت الشيخة المها إلى أن دولة قطر قطعت شوطا كبيرا في مجال تعزيز حقوق الطفل وحمايتها، واتخذت العديد من التدابير والإجراءات على المستوى التشريعي والتنفيذي في مجالات وقطاعات مختلفة، وبما ينسجم مع التزامات دولة قطر نحو اتفاقية حقوق الطفل، حيث تنطوي رؤية قطر الوطنية 2030 على محاور مهمة تتعلق بالقضايا الرئيسية لحقوق الإنسان في مجالات مختلفة، ومن بينها حقوق الطفل، والتعليم وغيرها من المجالات الهامة.
وأضافت: أن دولة قطر تهدف من خلال هذه الجهود إلى تمكين الأطفال وتعزيز مشاركتهم وقدراتهم على التفكير الإبداعي، وضمان حقهم في التعبير عن آرائهم في القضايا التي تؤثر عليهم، كما تنتهج دولة قطر نهجا متكاملا في التعامل مع قضايا العنف ضد الطفل، مستدلة بمواصلة مركز الحماية والتأهيل الاجتماعي "أمان" في توفير خدمات الحماية والتأهيل والتمكين الاجتماعي لفئة الأطفال.
وانسجاما مع الأهمية الكبيرة التي توليها دولة قطر لحماية وتعزيز حقوق الطفل، أكدت الشيخة المها أن دولة قطر تدرك الدور الحيوي الذي يضطلع به التعليم في تمكينهم وبناء قدراتهم، فعلى المستوى الوطني، تستثمر دولة قطر استثمارات هائلة في قطاع التعليم، حيث يعد تصميم مؤسسات تربوية عالية الجودة من أهم أهداف التعليم في دولة قطر، وتأتي استراتيجية وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي 2024 - 2030، تحت شعار "إيقاد شعلة التعلم" في إطار استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر، كخطوة مهمة نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، وتهدف إلى تطوير نظام تعليمي متكامل يعزز الإبداع والابتكار، ويعد جيلا مؤهلا لحياة مهنية ناجحة.
وأعربت عن اعتزاز دولة قطر بوجود مؤسسات في الدولة أثبتت حضورها ودورها الفاعل على المستوى الدولي، مشيرة في هذا الصدد إلى الجهود البارزة لمؤسسة التعليم فوق الجميع التي تشتمل على برامج دولية، منها برنامج "علم طفلا"، حيث تواصل المؤسسة إحداث تغيير جوهري في حياة الأطفال والشباب من خلال التعليم، وتمكنت بالتعاون مع الشركاء من توفير التعليم النوعي لملايين من الأطفال المحرومين من المدارس حول العالم، ومنها المناطق التي تعاني من النزاعات المسلحة والفقر، مؤكدة أيضا أن دولة قطر تعتز بجهودها الرائدة بمجال تعزيز وحماية الحق في التعليم وخاصة في حالات الطوارئ.
ولفتت إلى أن دولة قطر تثني على الجهود المقدرة التي يضطلع بها مكتب الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال والنزاع المسلح في دعم المساعي الدولية الرامية لتعزيز حماية الأطفال المتضررين من النزاعات المسلحة.
وانطلاقا من الاهتمام الذي توليه دولة قطر بحقوق الأطفال وأوضاعهم في حالات النزاع، قالت الشيخة المها إن دولة قطر عززت شراكتها الوثيقة مع مكتب الممثلة الخاصة لدعم تنفيذ ولايته على أكمل وجه، من خلال تقديم الدعم للموارد الأساسية لمكتب الممثلة الخاصة من ناحية، وفي استضافة دولة قطر لمركز التحليل والاتصال في الدوحة التابع لمكتب الممثلة الخاصة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح من ناحية أخرى.
وأشارت إلى أن مكتب الممثلة الخاصة قام بتيسير من مركز التحليل والاتصال في الدوحة في فبراير 2024، بتوقيع مذكرة تفاهم مع مؤسسة التعليم فوق الجميع لإتاحة فرص تعليمية للأطفال والشباب المهمشين بمختلف أنحاء العالم، وعقد حلقات عمل للتوعية بخطط العمل الوطنية.
وأكدت أن دولة قطر تعتز بشراكتها المتينة مع اليونيسيف، ويتجلى ذلك في دعم دولة قطر المستمر للموارد الأساسية لليونيسيف، وكان آخرها في عام 2024 بإجمالي 4 ملايين دولار، وتتويج هذه الشراكة بافتتاح مكتب لليونيسف في "بيت الأمم المتحدة" في الدوحة، وذلك من منطلق إيمان قطر بأن لمثل هذه الشراكات دورا أساسيا في دعم العمل المحوري الذي تضطلع به المنظمة لصالح كل طفل.
وقال: "إن الأطفال هم دون أدنى شك على قائمة الأكثر تأثرا خلال الحروب والنزاعات. ونعرب عن قلقنا البالغ إزاء ما أشار له تقرير لجنة حقوق الطفل المندرج في أعمال بند مناقشتنا، إلى الارتفاع الكبير في عدد الأطفال ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في ظل تصاعد النزاعات، ولا سيما بغزة. وفي الوقت الذي نجتمع فيه اليوم، لا يزال الأطفال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وكذلك في لبنان، يواجهون أخطر الانتهاكات لحقوقهم الإنسانية جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة الذي استمر لعام كامل، والعدوان على لبنان. وإضافة إلى آلاف الضحايا من الأطفال، فقد خلف العنف أعدادا لا تحصى من الأطفال المصابين والمفقودين تحت الأنقاض، ويتسبب في معاناة نفسية طويلة الأمد جراء ما يشهده الأطفال من فظائع، وانتشار الأمراض، عدا عن ضياع عام دراسي كامل على الطلاب، وتحول مدارسهم إلى ملاجئ".